السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

خولة الحارثي جندية في مواجهة كورونا

خولة الحارثي جندية في مواجهة كورونا
19 ابريل 2021 00:31

هناء الحمادي (أبوظبي)

شهد العام 2020 ظهور الكثير من الأبطال على الخطوط الأمامية والذين كانوا جزءاً من نجاح الدولة في تجاوز محنة «كوفيد- 19»، من خلال تضحياتهم في سبيل حماية مجتمعنا وسلامتنا بكل إيثار، وخلال تلك الأيام العصيبة لم يتوقف الأبطال في مواصلة عملهم ليلاً ونهاراً من أجل راحة المرضى من المصابين والمخالطين بكورونا، بل كانوا خلية نحل تعمل بكل جد واجتهاد، وذلك من أجل تحدي وباء فيروس كورونا، الذي يتجاوز في تأثيره وضخامته المئات من الأحداث الكبيرة والصغيرة التي شهدتها البشرية في عقودها الحديثة. وتقف الدكتورة خولة الحارثي، طبيبة طب وجراحة الفم والأسنان في هيئة الصحة بدبي مع زملائها الأطباء، حيث تطوعت لأجل مواجهة وباء كورونا في مجال المسحات الأنفية.. الحارثي خلال عملها كمتطوعة للمشاركة في القضاء على كورونا تسلحت ليس بعلمها وخبرتها فقط، بل أيضاً بالقيم النبيلة التي تربت عليها، لتكون ومئات من أبناء الإمارات، في خطوط الدفاع الأولى عن الوطن، وعن كل مواطن ومقيم وزائر، حيث تقف كجندية في ميدان، تحارب عدواً شرساً، وتتفانى في عمل أكثر عدد من مسحات الأنف، تغيب أياماً طويلة عن أسرتها، وعلى الهاتف تأتيها أصوات الأهل بكل كلمات التشجيع والثناء والتقدير لها.

الدفاع الأول 
وتقول: لي الشرف أن أكون ضمن خط الدفاع الأول، وهدفي سلامة وطني الإمارات، ومن واجبي كمواطنة إماراتية أن أحمي دولتي الحبيبة بكل ما أملك من خبرة في مجال عملي، هذا أقل ما يمكن تقديمه لها، أقسمنا أن نكون دائمًا من وسائل رحمة الله، وسنظل أوفياء لهذا القسم النبيل.. فقيادتنا الرشيدة جعلتنا من أفضل شعوب العالم، وآن الأوان أن نرد بعض الجميل من خلال مواجهة فيروس كورونا.
تسترجع الحارثي ذاكرتها عن تلك الأيام الصعبة التي مرت وعاشتها لحظة بلحظة مع الكثير من التعب والإرهاق والعمل المتواصل: في بداية الأيام، كان الوضع صعباً، خاصة عندما كنت طوال الوقت بعيدة عن المنزل، فقط كنت أقيم في سكن خاص للأطباء المتطوعين حيث يتم تغطية العمل على مدار الساعة، وأعود للمنزل بعد فترة طويلة، لكن الذي يُنسيني تعبي وإرهاقي هو عندما أرى والدي وإخوتي بانتظاري بكل شغف على مائدة الإفطار، فلا تكتمل سعادتهم، إلا بتناول الفطور خلال تواجدي معهم، وبالطبع أفتقد تلك التجمعات في رمضان بسبب ظروف عملي، التي ينتابني الشوق واللهفة خلالها للعودة إلى المنزل. 

رسالة شكر 
وعن دورها في خط الدفاع الأول تلفت الحارثي: عملي يتطلب أخذ المسحات الأنفية من مصابي «كوفيد- 19» وإرسالها للمختبر، ومن ثم متابعة حالة المصاب إن كانت هناك أيّة أعراض تستدعي نقله للمستشفى فوراً، وأيضاً متابعة ملفات المرضى ونتائج فحصهم، وفي كل يوم تواجهه الحارثي الكثير من الحالات والمواقف التي تكون ما بين مفرحة وحزينة ومؤلمة وفي المقابل هناك مواقف جميلة تشعرها بالسعادة.
وأضافت: هناك العديد من المواقف التي مررت بها منها السيئة ومنها الجميلة التي تبقى راسخة في الذاكرة، أذكر موقفاً عندما كنت أجري مسحة أنف لمريضة في فندقٍ للعزل، حيث بكت المريضة وقالت لي: لقد سئمت من هذا الوضع وتعبت، فقلت لها انتظري بالخير ودعوت الله لها بالشفاء العاجل وأن ننتهي من هذه الأزمة، وموقف آخر عندما أثنى عليّ مريض، وقدّم لي رسالة شكر عرفاناً وتقديراً لعملي في هذا المجال. وقالت إن كل الأطباء يرتدون ملابس خاصة والتي تتكون من عدة قطع مما يحول المشاهد إلى لحظات ترسم خلالها الابتسامة على الشفاه  من طريقة اللبس أو الشكل. 

مواقف صعبة
قالت خولة الحارثي: رغم ما ألم بنا من أزمة كورونا وأنهت حياة البعض، وكانت تلك المواقف تمر أمام أعيننا، إلا إننا كنا نقف صفاً واحداً متسلحين بتقديم خدماتنا لكل من يحتاجها وقد يستمر عملنا لعدة ساعات، موضحة أن عملها هذا العام سيكون محصوراً بين العمل والمنزل، مع الالتزام بالتدابير الصحية والوقائية والابتعاد عن التجمعات، حفاظاً على أمن وسلامة وصحة المجتمع من خطر انتشار فيروس كورونا، وتحقيق الوصول إلى مجتمع آمن متعاف من الجائحة دون أمراض أو خسائر في الأرواح.

إجراءات
حب الحارثي لعائلتها كان يتطلب منها الالتزام بالإجراءات الاحترازية خوفاً على أفراد أسرتها من انتقال العدوى، حيث تتعامل بشكل يومي مع الكثير من الأشخاص، وتقول عن ذلك: كنت حذرة، حيث كنت أجري فحص مسحة الأنف قبل عودتي للمنزل ولأسرتي للتأكد من خلوي من كوفيد- 19 لأني كنت أتعامل مباشرة مع المصابين، أيضاً لا أخرج كثيراً من المنزل إلا للضرورة والتزم باللوائح التي وضعتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، منها لبس الكمام وغسل اليدين باستمرار وترك مسافة بين الأشخاص.
ومن الحالات التي ساهمت في علاجها، وما زالت في الذاكرة هي حالة إحدى المرضى، حيث ذهبت لها لأخذ مسحة الأنف للفحص، قرعت عليها الباب ولم تخرج فاضطررت أن أدخل لأرى ما بها، فوجدتها منهكة لا تستطيع الوقوف ودرجة حرارتها مرتفعة وضربات قلبها متسارعة فاتصلت على الإسعاف وأنهيت إجراءات نقلها للمستشفى على الفور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©