نداء من القلب إلى قلب العالم الفسيح، يطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، من هذه الأرض التي أصبحت قلباً ينبض بعافية الحب، وصحة المشاعر الندية، وصفاء الفكرة الوفية لوجود لا يمكن فصل أضلاع جسده عن بعضها إلا إذا فكر العالم أن يهرب من خيمة الفرح ليذهب إلى حضيض التعاسة والبؤس، والشقاء، والعناء، والرعناء.
سموه يطلق النداء، كأنه التغريدة على القمم الشم، كأنه النغمة من بوح الطير الأشم، كأنه الوشوشة على ضفاف مدت فيها الريح صفير المعاناة، فجاء الغيث، جاء المغيث، ليرفع السارية حتى تسير السفن من غير رفيف، ولا رجيف، ولأجل أن تبقى الحياة حلماً بهياً، ويبقى أطفال العالم من دون حزن، ولا درن، ولا شجن، يبقون في الحياة فراشات تلون الوجود بالجمال، وتنسج خيوط الفرح، وترسم صورة الجباه، صفحات من نور، وسرور، وباقات من جزل وبذل هذا هو لحن الإمارات في المدى، وهذه هي الدوزنة في رحاب إنسانية يتطلب من الإنسان على أرض البسيطة أن يكون فاعلاً، متفائلاً، متأملاً اللوحة الكونية بعيني فنان، مرهف مدنف بحب الآخر، ولا يتوانى ولا تنثني له عزيمة ولا تخف له شكيمة في بذل الجهد من أجل أن يكون العالم أكثر بياضاً، وأكثر نهوضاً، من أجل أن تتحول الرصاصة القاتلة إلى زهرة برية تزين الوجدان، وتقنن الأشجان، وتجعل من الإنسان جناحاً يهفهف، على خصلات الورد، فيمنحها الرهافة، والرفاهية.
هذا هو نداء محمد بن راشد للإنسانية أنه البوح الرشيد، والصدى العتيد، والقصيدة التي ترتب معانيها عبر مشاعر قائد تربى على ترويض المحن بلياقة الذهن المضيء ولباقة القلب المشعشع بنبض الحياة وحبها بكل ما أوتي هذا القلب من سحنة الرقة، ولياقة الانتماء إلى إنسان هويته إنه ابن الأرض، ومن صلب التراب.
هذا هو نداء سموه إلى كل من يعيش على ثرى الإنسانية، نداء معطر برائحة الصحراء، وبخور البحر، وعبق النوق، وعبير الجياد، وسمات الناس المخلصين، وسجايا من وسموا بالحب، ومن شيمتهم الوفاء، وصفتهم العطاء بلا حدود، ولا سدود.
هذا هو نداء سموه إلى كل من أشقاه زمنه، وعرقلته ظروف الحياة، واتقدت طرق حياته نيران اللظى، ولهب الشظف، هذا هو نداء من استشف من تجاربه بأن الحياة هي أمل وخير الآمال أن نكون على مقربة من ضفاف من يعتبرون الإمارات هي أمل كل السفن التي لم تجد ما يحميها من الأمواج العاتية.