عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
بعد مرور عام على بدء انتشار الجائحة في الأراضي الأميركية، ارتفعت فيه ثروات الأميركيين بأكثر من 1.3 تريليون دولار، وتمكنت الفئات الأعلى دخلاً من الاحتفاظ بوظائفها والعمل من منازلها، أظهر تقرير عن سوق العقارات الأميركية وجود عجزٍ يقدر بنحو 3.8 مليون مسكن، مما يطلق عليه «منزل العائلة الواحدة Single-family House»، نتيجة لارتفاع الطلب بصورة كبيرة.
وقالت شركة تسهيل قروض الرهون العقارية «فريدي ماك» التي أعدت التقرير إن هذا الرقم يمثل ارتفاعاً في عجز المنازل في السوق الأميركية بنسبة 52%، مقارنة بما كان عليه الحال في 2018، الأمر الذي اعتبرته الشركة أحد أهم العوامل المتسببة في اشتعال سوق العقارات الأميركية في الفترة الأخيرة. وأكد التقرير أن متوسط معدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري لمدة ثلاثين عاماً انخفضت في الأسبوع المنتهي في الخامس عشر من أبريل، للأسبوع الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الارتفاع البسيط في تلك المعدلات قبلها ربما يكون أمراً مؤقتاً.
وخلال الأيام الأولى لانتشار فيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة خفض بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة على أمواله إلى مستويات تقترب من الصفر بالمائة، كما انخفضت عوائد السندات الأميركية لمدد مختلفة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وهو ما تسبب في انخفاض معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري إلى نحو 2.5%.
ومع نمو ثروات الأميركيين، وتزايد رغباتهم في الحصول على منازل واسعة يتمكنون من العمل فيها، ويجد أبناؤهم فرصاً أفضل للدراسة عن بعد، ارتفع الطلب على شراء المنازل الجديدة، بينما تسبب الوباء في تعطيل سلاسل إمداد كل ما يخص مواد البناء، فتراجعت معدلات البناء، الأمر الذي تسبب في حدوث فجوة بين المطلوب والمعروض من المنازل، وارتفع بأسعارها.
وتوقع تحليل حديث لسوق العقارات من شركة الاستثمارات العقارية «نورادا» استمرار الارتفاع في أسعار العقارات، خلال العام الحالي، مرجعاً ذلك إلى ظهور فئة جديدة من مشتريي المنازل لأول مرة، من المنتمين إلى جيل الألفية. وأكد التقرير أن نحو 4.8 مليون أميركي من جيل الألفية، الذين يكملون عامهم الثلاثين هذا العام وخلال الأعوام الثلاثة القادمة، وهو السن الذي يشهد أكبر عدد من مشتريي المنازل في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيمثل قوة دافعة للاقتصاد ككل، ولقطاع العقارات بصفة خاصة. وقال التقرير إن التحدي الأكبر أمام هذه التطورات سيكون الارتفاع الكبير في الطلب، مع استمرار تراجع المعروض.
وأظهر مسح لشركة زيللو، أشهر شركات التسويق العقاري في الولايات المتحدة، أن ملايين الأميركيين يستعدون بالفعل لشراء منزل جديد.
