عدد اليوم
إعداد: مدني قصري
«كل ذرّة من ذرات كياني تتمرّد في كل مرّة أحاول أن أكون إنسانًا. لقد هُيِّئتُ لأن أكون ناجحًا، ولكي أصل إلى القمة، هُيئتُ لأن أكون فردًا. ومع ذلك، فإنّ كل خلية في خلايا جسدي تشعر أنّ الحياة لا تنحصر في الهواجس التي تدفعني إلى الأمام، وأنّ إعطاء الحبّ وتلقّيه أفضلُ من مبدأ «كل امرئ لنفسه»، الذي أصبح وباءَ حضارتنا الحالية. لقد صار الفرد عاجزًا عن المحبة. فالإنسانُ (وليس الفرد) وحده هو القادر على الحب. [صفحة 105]
سيدهارتا - الاسم الأول لمؤلف كتاب «رسائل الغانج»، كاتبٌ وصحفي وقائد اجتماعي هندي. تتضمن «رسائل الغانج» مقالات تم نشرها بشكل خاص في «The Hindu» و«Deccan Herald» بين عامي 1998 و 2000. سيدهارتا منخرط بعمق في النضال من أجل عولمة أخرى مختلفة، وهذا الالتزام حاضر بكثافة في صفحات هذا الكتاب.
النصوص التي تزيّن هذا العمل مختلفة ومتنوّعة. يبوح لنا سيدهارتا ببعضٍ من تجاربه التي ليست بالضرورة أحداثًا صحفية، ويشاركنا بعضًا من لقاءاته. هناك شاندرا، الذي عرفه عندما كان لا يزال طالبًا، والذي سيصبح شهيرًا، وماري التي تجمَع خِرق القماش وتعيش في مدينة صفائح، والكاتب أَمِيتْ تشودهورتي. لكن سيدهارتا يمنح الكلمة أيضًا لمَن لا صوت لهم: ضحايا الزلزال البُكم، أو أولئك الذين يعانون من المجاعة، فيتزاحمون عند انفلات الطعام أو تسرّبه من حافلة. في هذا المقال، يجعلنا سيدهارتا ندرك أيضًا أنّ أي منظمة إنسانية معرّضة لاتخاذ خيارات خاطئة، على سبيل المثال، تلك القبيلة التي بالقرب من مدينة مايسُور الهندية، التي تم تجريدها من أراضيها، والتي أدّت المساعدة المقدّمة إليها إلى كسر التسلسل الهرمي الاجتماعي لهذه القبيلة.
مهنة سيدهارثا أتاحت له أن يسافر أيضًا. كما أنه يدعونا لمقابلة رجل حكيم، المزارع الطبيعي، ماسانوبو فوكيوكا Masanobu Fukuoka في اليابان.
»رسائل الغانج «لسيدهارتا كتابٌ ثريّ، جدير بأن نكتشفه، لأنه يجعلنا ندرك ما يجب أن يكون مُهِمًا حقًا في حياتنا. وتمتلئ «رسائل الغانج» لسيدهارتا بالإنسانية، وتدعونا للتفكير في حيواتنا، وأيضًا في ما يجب أن تكون عليه العولمة اليوم لكي تفيد الجميع. فعلى الرغم من أنّ هذه الرسائل نُشرت قبل 20 عامًا، إلا أنها لا تزال جد راهِنة.
ينظر سيدهارتا إلى الهند والعالم من خلال عيونه الهندية والصحافية. نصوصُ هذا الكتاب هي الكثير من الاستفسارات والتأملات حول البشر أثناء قيامهم بواجباتهم الحياتية.
