تعهد ماريو دراغي بأن يكثف التعاون بين بلاده وليبيا في طائفة من القطاعات تتضمن البنية التحتية والطاقة والصحة. واختار رئيس الوزراء الإيطالي أن تكون ليبيا أول رحلة خارجية له في المنصب الذي تولاه حديثاً. وبعد اجتماع في طرابلس مع نظيره الليبي عبد الحميد دبيبة، قبل بضعة أيام، صرح دراغي للصحفيين قائلا إن زيارته «توضح في حد ذاتها أهمية العلاقة التاريخية بين البلدين. وهذه لحظة فريدة لإعادة بناء الصداقة القديمة». وأشاد دراغي بحكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها دبيبة والتي يفترض أن تحكم البلاد إلى حين الانتهاء من الانتخابات في ديسمبر المقبل. 
وعاشت ليبيا الغنية بالنفط اضطرابات منذ أن أطاح تمرد مدعوم من حلف شمال الأطلسي بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي عام 2011، فانقسمت بين إدارات متناحرة مدعومة من الغرب والشرق إلى أن نجحت جهود برعاية الأمم المتحدة في التوصل إلى تشكيل حكومة الدبيبة الانتقالية في وقت مبكر هذا العام. وكثفت إيطاليا وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي زياراتها لطرابلس في الأسابيع القليلة الماضية في محاولة لاستعادة النفوذ في المنطقة التي استخدمتها قوى إقليمية، إلى جانب روسيا، كساحة للصراع. وحذّر دراغي، الذي يسعى لاستعادة نفوذ بلاده في مستعمرتها الجنوبية السابقة، من أن «أمن المواقع بلا شك مطلب أساسي للتعاون في المستقبل». ودعا إلى احترام وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه العام الماضي. وذكر رئيس الوزراء الإيطالي أنه ناقش مع نظيره الليبي مشروعات مشتركة تضمّنت «البنية التحتية المدنية والطاقة والصحة» والتصدي للهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. 
ومن جانب صرّح دبيبة قائلا إنه يأمل أن تقيم ليبيا «علاقة قوية» تعكس سيادتها. وأعلن أنه يتوقع المزيد من التعاون مع إيطاليا في قطاعات الطاقة والكهرباء، وأكد على أهمية شركة «إيني» النفطية الإيطالية العملاقة تحديداً لاقتصاد البلدين. 
كما زار رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، ليبيا أيضاً يوم الثلاثاء الماضي لإعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس وفتح قنصليتها في بنغازي. وبعد الاجتماع مع نظيره الليبي، صرّح ميتسوتاكيس أن هذه الخطوة تمثل تدشيناً جديداً للعلاقات الثنائية بين البلدين وستساهم في التعاون الذي يمكن الشروع فيه بإيقاع سريع في مجالات مثل الطاقة والإنشاءات والنقل البحري والصحة والسياحة والتعليم. 
ويوم الاثنين الماضي، صرحت ارستوتيليا بيلوني، المتحدثة باسم الحكومة اليونانية أن بلادها تدعو إلى رحيل كل القوى الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. وأكدت على أن موقف اليونان هو أنه يجب على الحكومة الليبية الجديدة إلغاء اتفاقية للحدود البحرية مع تركيا ترى أثينا أنها تنتهك القانون الدولي. وصرّح رئيس الوزراء اليوناني قائلا: «أرحب باستعدادكم لمناقشة القضايا المتعلقة بترسيم المناطق البحرية بشكل مباشر وعلى أساس ثنائي، لأنه يتعين علينا هذا باعتبارنا دولا مجاورة، وعلينا مواصلة النقاش الذي توقف عام 2010، مع احترام القانون الدولي دائماً». وكان ميتسوتاكيس قد اجتمع في وقت مبكر يوم الثلاثاء الماضي مع دراغي لمناقشة قضية ليبيا وقضايا ثنائية أخرى. 

*جون فوليان وبول تجويل وميريت مجدي
*صحفيون متخصصون في الشؤؤن الدولية 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»