الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رحيل الشاعر الفرنسي «برنار نويل»

برنار نويل
15 ابريل 2021 22:50

عزالدين بوركة - «مَاتَ الشَّاعر !/سَقَطَ أسيراً للشرفِ»، يقول الشاعر الروسي ميخائيل ليرمنتوف، ولأن «الموت (...) لا يحب الانتظار»، كما يقول محمود درويش، سقطت نجمة الشاعر الفرنسي برنار نويل Bernard Noël (1930-2021) وانطفأت شمعته الـ90، يوم الأربعاء 14 أبريل 2021.
شاعر وكاتب وناقد فني، متعدد التخصصات، شكلت تجربته الشعرية علامة بارزة ضمن كارتوغرافيا الشعر العالمي المعاصر منذ ديوانه الأول «مستخلصات الجسد»، سنة 1956. اختطفه الموت الذي حضر في أعماله منذ آخر مجموعاته الشعرية «قصائد الموت»، 2017.
وقد كتب في ديوانه الأول، أنه «لا شيء سوى بقايا يمكن للجسم أن يبدأ منها مرة أخرى»؟ أو «القيامة» من خلال اللغة، كأنه يتنبأ بقيامته من كلماته التي سيتركها بعده!
وإذا كان فرانسيس بونج يعدّ شاعر «الانحياز إلى الأشياء»، فقد كان برنارد نويل شاعر «الانحياز إلى الجسد». لقد انتصر الشاعر طيلة تجربته للجسد والحضور فيه وبه. أو كما يقول في «كتاب النسيان»: «جسدي هو مكاني الوحيد، ولكن لا اعتبار له إلا باسم، ولهذا الاسم وظيفة أن يعيده إلى النسيان، الذي تكوّن منه». لكن هل يُنسى الشاعر؟
ولطالما عبّر برنارد نويل عن تأثره بشدة بالعنف الذي عرفه طيلة شبابه، الحرب العالمية الثانية بالطبع، ثم اكتشاف المعسكرات، والقنبلة الذرية والثورات العالمية المتفرقة... وفي الخمسينيات من القرن الماضي، حرب الجزائر وغيرها من الحروب في وطننا العربي، الذي ربط فيه صداقات مهمة مع شعراء عرب كبار ترجم لهم وترجموا له.
وبعد «مستخلصات الجسد»، استغرق الأمر ما يقرب من عشر سنوات من الصمت المدوي، لكتابة كتاب جديد. فظهر مؤلفه «وجه الصمت» عام 1967. لكن أحداث مايو 68 هي التي كان لها الدور الفعال في تحرير كتاباته حقاً، ونسفت حواجز الرقابة الذاتية، أو كما يقول: «لقد كان تمرداً حميمياً، كان انتحارياً وتحريرياً في الوقت نفسه».
يكتب نويل عن الجسد وللجسد، بالتالي فهو يكتب للمنفلت والزائل، ولهذا لم يكن من الصدفة أن يخصص كتاباً عن النسيان وكتابته، عن الزوال في العالم والذوبان فيه، عبر الكتابة. ولهذا سيتوجه أيضاً لتجربة «داخل الداخل»، إلى الهش والهسيس فينا، إلى الخفيف والرشيق. «داخل الداخل، هو الملجأ، الذي اختاره برنار ليعيد، من جديد، رؤية ما يجب أن يرى أو ما لا تقدر الكلمات على رؤيته من خارج هذا الداخل المضاعف، المحجوب عن العين المشوشة بأشياء الخارج، أياً كانت تلك الأشياء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©