الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون: سياسات واشنطن المتذبذبة حيال اليمن تهدد بـ «كارثة»

محللون: سياسات واشنطن المتذبذبة حيال اليمن تهدد بـ «كارثة»
15 ابريل 2021 01:18

دينا محمود (لندن)

رغم أنه لم تمض حتى مئة يوم على تولي الرئيس الأميركي جو بايدن مهام منصبه، فإن إدارته تبدو الآن بصدد مواجهة كارثة من صنع يديْها في منطقة الشرق الأوسط، بفعل السياسات المتذبذبة التي تنتهجها حيال ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي تُذكي نيران الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات.
فتراجع إدارة بايدن عن الإجراءات الصارمة، التي كانت قد اتُخِذَت ضد الحوثيين خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وخاصة تصنيفهم على قائمة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة، أفضى إلى تصعيد تلك الجماعة الطائفية المسلحة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على مواقع مدنية ومنشآت نفطية في السعودية، وتكثيفها لمحاولات الاستيلاء على محافظة مأرب اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية.
ودفع ذلك محللين أميركيين إلى التحذير من أن عدم تعديل الإدارة الديمقراطية لمسارها الحالي إزاء «الحوثي»، قد يقود إلى أن ترسخ تلك الميليشيات دعائم نظامها بشكل دائم في اليمن، ليصبح نسخة أخرى من النظام الذي أنشأته ميليشيات «حزب الله» الإرهابي في لبنان قبل عقود، وأدى إلى أن يواجه هذا البلد الآن الأزمة الأكثر تعقيداً من نوعها، منذ انتهاء الحرب الأهلية في أراضيه مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وفي تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» واسعة الانتشار، أشار المحللون إلى أنه بالرغم من أن الرئيس الأميركي الحالي وإدارته، لم يخلقا الظروف الشائكة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن في اليمن، فإنه من المؤكد أن توجهات هذه الإدارة خلال الشهرين ونصف الشهر الأوليْن لها في البيت الأبيض، جعلت الوضع السيئ في هذا البلد، أكثر سوءاً، ما سيجعل بايدن يتحمل المسؤولية الأكبر، عن تبعات أي هزيمة دبلوماسية تُمنى بها الولايات المتحدة على هذا الصعيد.
فلم يكن مفاجئاً لأحد أن تفسر عصابة دموية من المتطرفين مثل ميليشيات الحوثي، خطوات مثل تعليق الدعم العسكري الأميركي للعمليات الهجومية للتحالف العربي، أو حذف الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، على أنه دعوة مفتوحة للتصعيد العسكري، ومحاولة الحصول على مزيد من المكاسب، بدلاً من إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة التفاوض لإنهاء الحرب.
وحذر المحللون من أن «السياسات الحمقاء» المُنتهجة تجاه الحوثيين في الوقت الراهن، قد تفتح الباب أمامهم لإنجاح المحاولات التي يقومون بها منذ أمد بعيد، للاستيلاء على مأرب، الغنية بالنفط والغاز، والتي تشكل آخر موطئ قدم للحكومة اليمنية في شمال البلاد، وهو ما سيقود على الأرجح إلى إقامة نظام شبيه بنظام «حزب الله» الإرهابي، ولكن في مناطق الشمال اليمني المتاخمة للبحر الأحمر والحدود مع السعودية.
وما يزيد من خطورة هذا السيناريو، امتلاك الحوثيين مثلهم مثل «حزب الله»، ترسانة تتنامى بسرعة من الأسلحة.
ولا يكفي في هذا الإطار، أن يدلي مسؤولو إدارة بايدن بتصريحات يدينون فيها بشدة التصعيد الحوثي للهجمات ويعربون عن قلقهم بشأنه، أو يؤكدون من خلالها التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة العربية السعودية في حماية أراضيها من أي اعتداءات، فهذه التعليقات، تبدو محاولة لصرف الانتباه، عن أن سياسات الإدارة الأميركية، مهما كانت حسنة النية، قد استُغِلَت من جانب الحوثيين، واعتُبِرَت مؤشراً على الضعف.
وشدد المحللون الأميركيون، على أن اكتفاء واشنطن بالحديث عن الالتزام بدعم الرياض، من دون اتخاذ خطوات ملموسة على هذا المضمار، يبدو بمثابة «خيانة»، خاصة في وقت تواجه فيه المملكة تهديدات موجهة بشكل مباشر لمدنها، مشيرين إلى المخاطر الجسيمة المترتبة على تبني إدارة بايدن نهجاً من شأنه التخلي عن الحلفاء، ما سيضر بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة على الساحة الدولية، ويشكك في قدرة هذا البلد على الاحتفاظ بدوره القيادي في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©