الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأولى من نوعها في الدولة.. جراحات للتحفيز العميق للدماغ بأبوظبي

الأولى من نوعها في الدولة.. جراحات للتحفيز العميق للدماغ بأبوظبي
14 ابريل 2021 01:35

أبوظبي (الاتحاد)

يتطلع أربعة مواطنين إماراتيين إلى استئناف وتيرة حياتهم الطبيعية من جديد، بعد تخلصهم من مرض باركنسون (المعروف باسم الشلل الرَّعَّاش)، بعد استفادتهم من عمليات التحفيز العميق للدماغ، وهي العمليات التي تُجْرَى للمرة الأولى، في الإمارات.
استمرت كلُّ عملية، من تلك العمليات الجراحية، على مدى أربعِ إلى ثماني ساعاتٍ، أُجْريَت كلُّها في مدةٍ لم تَزِد على أربعة أيام، بعد تقييماتٍ شاملةٍ، تأَكُّداً من أن هؤلاء المرضى مُرَشَّحُون مناسبون لتلك الجراحة. 
يقول الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد الأعصاب في «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «إنَّ التحفيز العميق للدماغ هو إجراءٌ صعبٌ ومعقَّد، غير أنه يغير حياة المرضى للأفضل، ويغير الطريقة التي يُعَالَجُ بها مرض باركنسون إلى الأفضل، في دولة الإمارات. وإجراءُ هذه الجراحة يتطلب مستوىً خارقاً من الخبرة؛ إلا أنني فخور، كل الفخر، بجميع أعضاء الفريق الذي يُجري هذه العمليات لتعاونهم وتآزرهم في تقديم مستوىً جديدٍ من الرعاية الطبية لهؤلاء المرضى، ليعيشوا حياةً يَقِلُّ اعتمادُهم فيها على الأدوية، وتَقِلُّ فيها أعراضُ المرض».
ويقول الدكتور تانموي مايتي، أخصائي جراحة الأعصاب الذي أجرى تلك الجراحات، في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «إن عمليات التحفيز العميق للدماغ هي عملياتٌ معقدةٌ للغاية، تعتمد على تخطيطٍ مفصَّل، ودقَّةٍ متناهيةٍ، تكاد تبلغُ إلى ما دونَ المليمتر. غير أنَّ فريقنا، باستخدام تقنيات التصوير الشعاعي الأكثر تقدماً في العالم، يستطيعُ أن يحدِّدَ المناطق المسبِّبة للأعراض تحديداً دقيقاً، في دماغ المريض. بعد ذلك يبقى التحدي الأكبر، وهو وضع الأقطاب الكهربائية على هذه النقاط المحددة بدقة متناهية، في شتى أنحاء الدماغ. فكل حالة لا تشبه الأخرى، وتختلف اختلافاً شديداً عن غيرها، من العمليات الجراحية».
يقول الدكتور أندريه ماشادو، رئيس معهد الأعصاب، في مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة: «إن مستشفى «كليفلاند كلينك» هي منظمة عالمية تتكامل فروعُها مع بعضها البعض، وكل فرعٍ منها يدعم بقيةَ الفروع الأخرى. وقد درَّب فريقُنا فريقَ الجراحين العاملين في المستشفى، وتناقشنا مع بعضنا البعض في أهلية ترشح كل مريض من هؤلاء المرضى لتلك العمليات الجراحية. ولقد سرَّني كثيراً أن أحضر إلى أبوظبي، دعماً لنجاح تلك الجراحات الأولى».

حماس وفخر
تحدث راشد الحبسي الذي شخَّص الأطباء إصابته بمرض باركنسون، سنة 2015، ، قُبيلَ خضوعه لتلك الجراحة، بمزيجٍ من الحماس، قائلاً:
«لم أكن أستطيع أن أتحرك كما يتحرك الأصحاء، ولا أن أذهب إلى عملي كما أَلِفْت. ساءت حالتي النفسية، ولم أعُد قادراً على مخالطة الناس، ولا معاملتهم. وحين تحدث معي الأطباء عن تقنيةِ التحفيز العميق للدماغ، ذهبتُ، إلى شبكة الإنترنت، أبحثُ عن تلك العملية الجراحية، وشاهدت فيديوهاتٍ، وقرأتُ كثيراً. فشعرتُ بالفخر بقيادتنا، فلدينا أفضلُ تقنيات الرعاية الصحية».

باركنسون
شخص الأطباء حالة محمد العرياني، البالغ من العمر49 سنة، على أنها إصابةٌ بمرض باركنسون، سنة 2003، وكان عمره وقتذاك 32 سنة. ثم مع تزايد الأعراض، شِدَّةً وَحِدَّةً، تَوَارَى محمد، مُنطوياً على نفسه، بعيداً عن المجتمع، وخجلاً مما ظهر عليه من أعراض.
يقول محمد: «تركت وظيفتي، وتوقفت عن دراستي، وبقيت مدةً طويلةً ملازماً بيتي. لم أكن قادراً على رؤية أولادي، لأني ما كنتُ أرغب أن يرَوني في مثل تلك الحال. ولكن، بعد الجراحة، آمُلُ أن أواصل دراستي، وأن أحصل على شهادتي الجامعية، شهادة البكالوريوس».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©