السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والأردن.. وحدة الحاضر والمستقبل

الإمارات والأردن.. وحدة الحاضر والمستقبل
11 ابريل 2021 06:24

ناصر الجابري (أبوظبي)

تعد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، نموذجاً إقليمياً بارزاً في العلاقات الثنائية الوثيقة التي تستند على أواصر التاريخ المشترك والأهداف والرؤى الموحدة، حيث تجذرت هذه العلاقة خلال العقود الماضية، بفضل المتابعة الحثيثة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، وإيمانهما المشترك بضرورة التوحد والتنسيق والعمل المشترك في مواجهة التحديات الراهنة. 
وقدم البلدان الشقيقان صورة مشرقة عن الدور السياسي الفعال في شؤون المنطقة، عبر تشاركهما جهود إحلال السلام وتأكيدهما المشترك على أهمية الحوار وإيجاد الحلول للتحديات الإقليمية الحالية، وسعيهما المستمر لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام، حيث تشارك كل منهما المبادئ والقيم النبيلة والتي تساهم في تعزيز الأمن العربي نحو الازدهار والتقدم.
وتمثل العلاقات بين البلدين، عاملاً مهماً في مواجهة الأخطار المشتركة، وعنصراً فاعلاً لتحقيق التوازن الإقليمي، حيث لطالما عرف البلدان بمواقفهما الداعمة للقضايا والشؤون العربية، وبتطابق الرؤى تجاه أهمية النهوض بالمنطقة والعمل على ترسيخ وتوحيد العمل العربي، عبر العديد من المبادرات والبرامج والخطط والمواقف التي أتت انطلاقاً من الرؤية الوحدوية التي تجمعهما.

زيارات متبادلة
وتعود العلاقات بين البلدين الشقيقين، منذ ما قبل قيام دولة الإمارات، وتحديداً منذ الزيارات المتبادلة بين الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والملك حسين بن طلال، طيب الله ثراه، خلال الستينيات والتي استمرت بعد قيام دولة الإمارات، حيث وجدت الدولة دعماً سياسياً مطلقاً من قبل القيادة الأردنية فور إعلان قيام الاتحاد، انطلاقاً من أواصر الأخوة العربية ودعماً من الأردن لكافة الخطوات الوحدوية التي تنعكس إيجاباً على شؤون المنطقة.
وعرفت العلاقة بين الزعيمين العربيين الراحلين الكبيرين بأنها علاقة الصداقة وتشارك الرؤى وتطابق الأفكار تجاه المنطقة، حيث تمتلأ صفحات التاريخ بالعديد من المواقف التاريخية الخالدة، والتي جسد الزعيمان خلالها الأخلاق العربية الأصيلة الداعية للحوار والتسامح والتأكيد على الأخوة والعمل المشترك. 
واستمرت العلاقة التاريخية المشتركة بين البلدين، وذلك بفضل التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك استكمالاً لمسيرة ملؤها الخير والمحبة والأخوة الراسخة المتجذرة في التاريخ، وانطلاقاً من الأساس الصلب لعلاقة شهدت العديد من المحطات التاريخية المشرقة. 
وتوجد العديد من الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين الشقيقين، حيث ركزت المباحثات على العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها ودعمها في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ومسيرة العمل العربي المشترك وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود والمساعي الرامية لتحقيق السلام.
وتتعدد التصريحات التي تؤكد على صلابة العلاقة بين البلدين، حيث أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقات الأخوة مع المملكة الأردنية على الصعد كافة، وذلك انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن التكامل والتكافل والتعاون العربي تعد ركيزة أساسية لنهضة شعوبنا العربية وازدهارها.
وأشار سموه خلال زيارة سابقة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى دولة الإمارات، بأن دولة الإمارات تتطلع إلى مواصلة مسيرة علاقات التعاون والشراكة مع الأردن خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية إلى آفاق أوسع وأرحب بما يعود بالخير والمنفعة على شعبي البلدين الشقيقين.
ومن ناحيته، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أن دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية ستبقيان قلباً واحداً ويداً واحدة ومسيرة خير واحدة نحو مستقبل واعد»، وهي الكلمات التي تجسد حجم الأخوة والشراكة التي وصل إليها البلدان، ووجود القناعة المشتركة بالأهمية الاستراتيجية للموقف الإماراتي الأردني الواحد تجاه شؤون المنطقة وتطوراتها. 

لقاءات متعددة
وخلال السنوات الماضية، أجريت العديد من اللقاءات التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع جلالة الملك عبدالله الثاني، وكان آخرها خلال العام الجاري، حيث قال سموه «وشائج عميقة من الأخوة وعلاقات راسخة تجمع بين بلدينا، حريصون على تعزيزها في مختلف المجالات لمصلحة شعبينا، ومستمرون في التشاور في القضايا العربية والإقليمية، في إطار من التفاهم والتعاون بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة»، وهو ما يعبر عن رؤية دولة الإمارات تجاه الأردن باعتباره حليفاً استراتيجياً وتاريخياً. 
وتعبيراً عن هذه العلاقات الاستراتيجية، منح جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،  قلادة الحسين بن علي،  وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية يهدى للملوك ورؤساء الدول والحكومات، وذلك تقديراً وتثميناً لدور سموه في دعم علاقات الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين على الصعد كافة.
وتواصلت مظاهر الحب والمحبة بين القيادة في البلدين، حيث تم إطلاق اسم «لواء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان/ التدخل السريع» على «لواء التدخل السريع/ عالي الجاهزية» في المملكة الأردنية، وذلك تقديراً وعرفاناً بدور سموه ومبادراته الهامة في مختلف الميادين، كما أتى تعبيراً عما تكنه الأردن لدولة الإمارات ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من تقدير وعرفان ومحبة، كما يعبر عن عمق العلاقات الأردنية الإماراتية التي تظل مثالاً يحتذى.
تمارين مشتركة
وشهدت الأعوام الماضية، إقامة  التمرين العسكري المشترك «الثوابت القوية / 1»، ضمن التدريبات المشتركة التي تقام بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في إطار التعاون العسكري المشترك بينهما، بهدف التدريب على تخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية المشتركة وتفعيل الإجراءات الموحدة بين مختلف وحدات القوات المسلحة المشاركة في هذا التمرين.
ويهدف التمرين إلى تعزيز العلاقات العسكرية وتكامل مفاهيم التخطيط والإدارة والتنفيذ للعمليات العسكرية وتبادل الخبرات، بما يسهم في رفع مستوى القوات المسلحة في البلدين الشقيقين، حيث طبقت القوات سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة في سبيل توحيد العمليات والمفاهيم المشتركة وأساليب التدريب.

تعاون في مواجهة «كورونا»
وخلال جائحة «كوفيدـ 19»، افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة المخصص لاستقبال المصابين بفيروس «كورونا»، والذي أنشئ بتبرع من دولة الإمارات وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية. 

لجنة وزارية مشتركة
وترسيخاً للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الخارجية الأردنية، حيث تضمنت الاجتماعات توقيعاً لمجموعة من مذكرات التفاهم بشأن التعاون المالي والفني بين الجانبين وفي مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات والاستثمارات وغيرها من القطاعات الحيوية، بهدف تحقيق التكامل في أهم المجالات، وحرصت اللجنة على تفعيل مذكرات التفاهم، بما يخدم مصالح البلدين.
وبالتوازي مع الوحدة والتكامل والشراكة الاستراتيجية بين القيادة في البلدين الشقيقين، فإنه تبرز العلاقات الشعبية بين الإمارات والأردن، والتي تنعكس وتتجسد من خلال الاحتفالات المتبادلة بالأيام الوطنية ومشاعر المحبة والمودة والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، حيث تتواجد في دولة الإمارات جالية أردنية ممتدة، والذين يساهمون بدور بارز في رؤية دولة الإمارات المستقبلية ومشاريعها الحالية، ويعدون جزءاً أصيلاً من نسيج التسامح والتعايش الذي يتميز به مجتمع الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©