السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مغربي يناقش رسالة الدكتوراه بزي عمال النظافة

مغربي يناقش رسالة الدكتوراه بزي عمال النظافة
9 ابريل 2021 00:57

محمد نجيم (الرباط)

في سابقة فريدة من نوعها على مستوى العالم العربي والعالم؛ تقدم الشاب والباحث المغربي في المجال البيئي وتدبير النفايات المنزلية، عبد الله ويكمان أمام هيئة جامعة السلطان مولاي سليمان في مدينة بني ملال، لمناقشة رسالته لنيل شهادة الدكتوراه في موضوع: التثمين الطاقي للنفايات المنزلية لإنتاج وقود بديل للوقود الأحفوري، الذي يتم استعماله لإنتاج الطاقة في معامل الإسمنت المغربية، مرتدياً ملابس عمال النظافة كرسالة عرفان وتقدير يوجهها لهؤلاء الناس الذين يشتغلون تحت أشعة الشمس الحارقة، ويعملون بكل إخلاص ونكران الذات ويواجهون الأخطار المحدقة بهم جراء تعرضهم لمواد ملوثة وسامة، دون أن يلتفت إليهم أحد أو يقدر مجهودهم. 

خدمة البيئة
ويقول الدكتور عبد الله ويكمان لـ «الاتحاد»: إن كل عامل في مجال النفايات المنزلية هو حاصل على شهادة الدكتوراه وإن كانت رمزية؛ لأن المجهود الذي يبدلونه لخدمة البيئة والمجتمع، هي خدمة جبارة لا يُستهان بها، ولا يمكن تصور مدينة أو قرية بدون عمل هؤلاء. 
وعن ردود أفعال لجنة التحكيم التي ناقش أمامها رسالته الأكاديمية، قال إن أساتذتي لم يعترضوا أبداً على الفكرة، بل كانوا مع الفكرة وسعداء بها؛ لأنها فكرة غير مسبوقة وتبتعد عن بعد سياسي أو إيديولوجي، معتبرين أن هدفها نبيل وإنساني، بل إن ارتداء بدلة عمال النظافة في الحرم الجامعي وخلال مناقشة رسالة دكتوراه، هي بمثابة رسالة رمزية وجهها الباحث كعرفان لهؤلاء العمال الذين يواجهون في صمت كل الأخطار جراء تعرضهم لمواد سامة وملوثة.
ولم يخفِ الأستاذ عبد الله ويكمان فرحته، وهو يتسلم شهادة الدكتوراه بميزة مُشرف جداً، أمام إعجاب هيئة الجامعة وبعض العمال الذي أهداهم شهادته تعبيراً واعتزاز واعترافاً بالمجهود الذي يسدونه للبيئة وللمجتمع الإنساني. 

احترام كبير
ورداً على سؤال عن وصول صوره إلى جميع أصقاع العالم، أضاف: إنه لم يكن يتصور أن تحقق مبادرته كل ما حققته من شهرة، على الصعيد العالمي، وهذا يدل أن عامل النظافة يحظى باحترام كبير في دول العالم المتقدم، كما في اليابان والدول الاسكندينافية خاصة والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا. 
وطالب الدكتور عبد الله ويكمان، المولود في منطقة إملشيل سنة 1990 بأن يتم استعمال الطاقة المستخرجة من النفايات المنزلية، بعد تثمينها، وإعادة تدويرها واستعمالها في مصانع إنتاج الأسمنت التي تستعمل الوقود الأحفوري الذي يؤذي البيئة، كما طالب باحترام وتقدير عمال النظافة والمجهود الذي يبذلونه لخدمة البيئة والمجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©