ـ في أشياء الإنسان لا يعرف عنها شيئاً، ولا إذا كانت أصلاً موجودة في هذه الحياة، مهن منسية، وتقول لو فتحت محلاً بمثل هذا الخصوص سأظل طوال الوقت أنش وأكش الذباب عن وجهي، بالصدفة المحضة قادتني خطاي إلى محل أنيق زجاجي والأرضية «باركيه»، ضمن محل كبير من الماركات العالمية، فاعتقدت أنه قد يكون مصلح الساعات الغالية أو مسؤولاً عن المفقودات التي ينساها الزبائن في غفلة من عجلتهم التي لا تنتهي، فسألت البائعة الأنيقة التي هي أقرب لمضيفة طيران تخدم مقصورة الدرجة الأولى فقط، عن هذا المكان، فقالت هذا مختص فقط لـ«سمكرة» وصبغ الحقائب الغالية، طبعاً هذا بكلامي، أما هي فكل كلامها شغل «رتوش»، فقلت في نفسي يعني كراجاً محترماً، فتعلثت، وقلت لها: لدى الزوجة المصون حقائب، وتحتاج إلى تجديد وصبغ و«ماسكرة» كبديل ناعم للـ«سمكرة»، ممكن أعرف فقط الأسعار التقريبية، فلما سمعت الأرقام تهيأ لي أن صبغ الحقائب الغالية مثل صبغ السيارات الفارهة، ويمكن أكثر، خاصة مع «ميش» ذهبي، أو تاج بنفسجي!
- حينما ترى بعض الرجال، وترى تلك الوشوم تحبو على زنده أو ساقه، وتصل عند بعضهم إلى رقبته، لا بد وأن تضحك تلك الضحكة الإجبارية، والمجانية لكن من يضحكني أكثر أولئك الأشخاص الذين لا تستطيع أن تنظر لهم من كثرة الوشم المدقوق على أرجلهم، حتى إن عينيك تصيبهما الزغللة، وتحسبهم وهم ماشين من بعيد، وكأنهم لابسين «زليغات» مال العسكر التي كان يستعملها الجيش الهندي والباكستاني، كإرث من الجيش البريطاني، وكانت تلف على الساق، تقول ضمادة، ويحكمونها من أعلى ببلاستيك أو «شيط ميط».
- ما أحد انحس في الشارع مثل الذي عنده سيارة تشبه سيارتك، لكن سيارته موديلها أقدم، تلقاه متسلطاً عليك، ويتبعك مرة يتقدم، ومرة يتراجع، وتلقاه يناظرك من بعيد، وإذا كان يعرف مكان الرادار، بيتم خلفك، ويغمزك بـ«ليت» في عز النهار، فتسرع أنت قليلاً مع ضيق منه، وربما مسبة خارجة، من كثرة إلحاحه أن تفسح له الطريق، فتزيد من سرعتك لتأخذ الطريق اليمين فاسحاً الطريق كله له، وأثناء تلك السرعة والغفلة يترصدك رادار، فتعتقد أن المخالفة له، لكن بعدها بيوم تكون تلك المخالفة من نصيبك، ومن نصيب سيارتك التي أجدد من سيارة منافسك في الطريق.