«لا تنظر إلى ذهب الآخرين، أزح الصدأ عن نحاسك». عقود، بل قرون من الزمن مرت والمرأة في العالم ترزح تحت طائلة من مركبات النقص، وهي تحكي قصة معاناتها مع الرجل، ولكنها المسكينة لم تدر بأن ما ترضخ تحته هي ليست مخالب رجل فتاك، بقدر ما هو إحساسها، بالعجز، وتقبلها الأمر كواقع بيولوجي، واجتماعي، ويعود تاريخ ورطة المرأة ووقوعها في الهوة السحيقة إلى ما قبل اثني عشر مليون سنة، حين غادر الإنسان الشجرة وحط على الأرض بحثاً عن صيد غني، ووفير.
في تلك اللحظة التاريخية، حدث ما يشبه الانفجار الكوني، حيث اعتلى الرجل منصة عالية وهو يهدر قائلاً للمرأة: دعك في الخيمة، واهتمي بشؤون البيت، وسوف أعود لك أنا بكل ما تحتاجين إليه من غذاء وكساء. ولأن الوضع كان مريحاً، وقبلت المرأة هذا الاقتراح المبطن بخدعة بصرية مهيبة، ورهيبة عندما استمر الحال، إلى أمد بعيد وابتعدت المرأة عن مكان الأثر والتأثير، حتى وقت قريب حيث اكتشفت المرأة بأنها تمتلك إمكانات هائلة، هي التي تسببت بتحييدها، وتضييعها وتركها سدى في مهب تراكمات ثقيلة، جعلتها تتقبل الأمر وكأنه واقع، جبلي، ولا يمكن التخلص منه، ولكن عندما أشرقت شمس الوعي، وفتحت المرأة عينيها على القافلة التي نأت عنها بعيداً، عند ضفاف النهر، بينما هي تتلمض خشاش الأرض، شمرت عن ساعديها، وتحزمت بالإرادة، وتأزرت بالعزيمة، وطرقت رأسها بوشاح العزم والأهداف السامية ومخرت عباب الحاضر، لتتلمس بأناملها الرقيقة، شغاف المستقبل، وتصطف إلى جانب الرجل لتكون عوناً، وعضداً، وسنداً، لتكون قنديلاً جديداً، يضاف إلى قناديل الحياة ويسكب ضوءه في الطريق ليبدو أكثر نصوعاً، ولتبدو المرأة أكثر إبداعاً.
هكذا نرى ما تقوم به المرأة اليوم، ومثالنا سارة الأميري في هذا الزمن الجديد، في هذا الوطن السديد في هذه المعطيات الرائعة التي تقدمها قيادتنا، للوطن كي يسير مكللاً بيدين، لا يد واحدة ولكي يرتقي العلا بجناحين لا جناح واحد. الإمارات اليوم في عهدة قيادة آمنت بأن الحياة موجة لا تعرف المستحيل، فهي تعبر، وتدبر أمر الناس برؤية واضحة، وفكرة جلية وحلم لا يسكن إلا الفضاء، وهذا هو سبر النبلاء، هذا هو خبر الأوفياء، هذا هو الطريق الذي يختاره الأذكياء، ليصبح الوطن شجرة لا يؤمها إلا الطير الوفي لأعشاشه.