لقد سررنا سروراً كبيراً بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2021 «عام الخمسين»، وهو عام استثنائي لبدء الخمسين عاماً المقبلة من عمر الدولة، ما يؤكد أن القيادة الحكيمة تستشرف المستقبل بفكرها الثاقب وتنير أمامنا الطريق ونحن نعبره بأمان في مسيرة تنموية ناجحة، ولنرى المسافة التي قطعناها معاً في مجال البناء والتنمية، ولتصبح الأحلام والطموحات واقعاً نعيشه ومستقبلاً نحققه بالإبداعات والابتكارات والذكاء الاصطناعي.
ويشكل المنحى الرقمي الجديد إطاراً مميزاً لمجتمع دولة الإمارات، والذي أصبح أنموذجاً ومحل تقدير كبير من الدوائر المختصة بالمؤشرات والمعايير العالمية في تقييم الأداء لمختلف المجالات التي تفوقت فيها دولة الإمارات. هذا المستوى جعل الإمارات، بمؤسساتها المختصة والمعنية، تلتزم بالمعايير التي حققت لها الاستدامة والصدقية. ونحن نتحدث عما أنجزناه في السنوات الماضية، وعلى عدة مستويات محلية وعالمية، علينا أن نستذكر دائماً الدور العظيم للآباء المؤسسين الذين ثابروا وكافحوا وكان لهم السبق والفضل في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم حمل الراية من بعدهم جيل الأبناء مواصلين المسيرة المباركة.
2021 عام الانطلاق، وهو يدعونا إلى مواصلة الجهد واستكمال النهج ومراكمة الإنجازات. ومن الأهمية بمكان أن نسجل أكبر إنجاز تاريخي ألا وهو التفاف الشعب حول قيادته، كما قال في إحدى المناسبات الشيخ حمدان بن راشد رحمه الله، وذلك لكي يظل «البيت متوحداً» على الدوام.
الاحتفال بهذا العام (2021) يمنحنا الفرصة لمراجعة ما أنجزناه خلال 49 عاماً خلت، حيث نجحنا في إنجاز كل المستهدفات، لكننا ننظر إلى منجزاتنا بمنهجية علمية وروح نقدية واعية، وذلك ما يعزز خطواتنا ويزيدنا ثقة وعزيمة في انتظار القادم من الأيام، بجد وصدق وأمانة، ولكي نكسب ونحقق المزيد من الإنجازات والنجاحات. هذه المراجعة الصادقة تولّد مرحلة متقدمة لترتقي خطواتنا الآتية بثبات وإيمان بعهدنا أن نخدم الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، لتعلو همتنا للخمسين عاماً المقبلة، مفعمة بالحيوية والرشد.
وبما أن الإمارات في الأعوام الماضية قد صنعت سجلاً مشرّفاً من الإنجازات على عدة مستويات، وعززت التنافسية الإيجابية وتأهلت للمنافسة عالمياً.. فإن هذه المفاعيل تقود إلى نهضة تنموية بنّاءة ومتقدمة لضمان صيرورة المستقبل، بكل ثقة وفخر واعتزاز. وبهذه الإنجازات التنموية والارتقاءات الرقمية التي بدأت تسود وتنمو داخل المؤسسات والدوائر الحكومية، سيتعزز ضمان استنبات التكنولوجيا وملحقاتها وأدواتها المتقدمة لتخلق اقتصاداً قوامه الاستثمار البشري الذي تركز عليه دولة الإمارات في تحولها الرقمي ومستهدفاتها التنموية من خلال المسرِّعات الحكومية والخاصة.
هذه النظرة الحيوية ستقوّي حركة صعود الإمارات، وسيكون العام المقبل استثنائياً بامتياز وستحتفل الإمارات باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسيزيد الإمارات تألقاً تزامن ذلك مع استضافتها لحدث عالمي بارز وهو «معرض إكسبو دبي 2020» ليضيف منجزاً آخر إلى إنجازات الدولة محلياً وعالمياً.
وفي الوقت ذاته تواجه الإمارات، وبكل وعي ومسؤولية، التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كورونا، على نحو ناجح وفعال أشادت به منظمة الصحة العالمية، كما كان محل تقدير وإشادة ما قدمته الإمارات من مساعدات إنسانية طبية لدول عديدة. 

لسنا هنا في وارد حصر العطاءات والإنجازات المتحققة خلال العقود الخمسة المنقضية من عمر الاتحاد، والتي تم تتويجها أخيراً ببلوغ «مسبار الأمل» مدارَه حول المريخ في 9 مارس 2021. وتمضي دولتنا بخطى حثيثة وواثقة نحو المستقبل، برؤية استشرافية واضحة للأعوام الخمسين المقبلة، معتمدةً على رافعة الابتكار والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، متوافقةً مع روح التسامح والأخوّة الإنسانية.