الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تقود أكبر دراسة عالمية عن الجراحات الاختيارية لمرضى «كورونا»

الإمارات تقود أكبر دراسة عالمية عن الجراحات الاختيارية لمرضى «كورونا»
1 ابريل 2021 01:24

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

كشفت الدكتورة وديعة شريف مدير إدارة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي، عن قيادة دولة الإمارات لأكبر دراسة دولية في مجال الجراحة في العالم مرتبطة بالعمليات الجراحية الاختيارية لمرضى «كوفيد- 19»، مشيرة إلى أن هذه الدراسة أجريت في 116 دولة حول العالم وخضع لها 141582 مريضاً من 1667 مستشفى بهذه الدول.
وقالت شريف، لـ «الاتحاد»: «إن هذه الدراسة خلصت إلى ضرورة حصول المرضى الذين سيخضعون لعمليات جراحية اختيارية، على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، لتقليل خطر الوفاة بعد الجراحة». 
وأضافت: «إن العلماء يرجحون إعطاء الأولوية لأخذ اللقاح لمرضى الجراحة الاختيارية، ويؤكدون أن التطعيم ضد «كوفيد- 19» قد يقلل من إضافة 58687 حالة وفاة من أصحاب العمليات الاختيارية على مستوى العالم في العام الواحد». 
وأكدت أن ذلك قد يكون مهماً بشكل خاص للبلدان المتوسطة إلى منخفضة الدخل، حيث إنه من غير المرجح حالياً أن يتم تنفيذ تدابير التخفيف على نطاق العالم، مثل فحص مسحة الأنف والعمليات الجراحية الخالية من «كوفيد- 19»، والتي يمكن أن تقلل من خطر حدوث مضاعفات متعلقة بالفيروس.
وأشارت شريف، إلى أن هذه الدراسة العملية الحديثة التي أجريت بالشراكة مع فريق من الخبراء والباحثين من جامعة برمنجهام ببريطانيا، تشير إلى إمكانية تقليل الوفاة المرتبطة بـ«كوفيد- 19» بنسبة 30% حسب البيانات التي تم الحصول عليها من معظم الدول المشاركة في الدراسة، والتي لديها مؤشرات إحصائية تتعلق بالعمليات الجراحية الاختيارية ونتائج الحصول على لقاح «كورونا» قبل الخضوع لهذا النوع من العمليات. 
وقالت: «في دولة الإمارات نسعى دائماً لتحقيق غايات تطوير المنظومة الصحية في الدولة، ويأتي ذلك في إطار تنفيذ استراتيجية هيئة الصحة واستراتيجية دبي للتعليم الطبي والأبحاث، عن طريق الاستعانة بأفضل الخبرات والأطباء، وتعزيز الجهود المشتركة بين الجهات الرائدة عالمياً».
وأوضحت بأن هذه الدراسة نجحت في الإجابة على سؤال كبير مفاده: هل يجب إعطاء الأولوية للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية للتطعيم ضد فيروس «كوفيد- 19»، حيث أكدت أن المرضى الذين ينتظرون الجراحة الاختيارية يجب أن يحصلوا على لقاح «كوفيد- 19» قبل عامة السكان، ما قد يساعد في تقليل الآلاف من الوفيات بعد العملية الجراحية المرتبطة بمضاعفة الفيروس.
والعمليات الاختيارية وغير الضرورية التي تم إيقافها «عالمياً»، هي مصطلح يطلق على كل العمليات الجراحية، خلاف الطوارئ، والتي يمكن تأخير دخول المستشفى لإجرائها لمدة 24 ساعة على الأقل. 
ويتم تصنيف مرضى الجراحات الاختيارية حسب الدرجة الحرجة لحالتهم، بناء على تقييم الاختصاصي الطبي، وفي الظروف العادية يتم إعطاء أولوية للحالات المصنفة على أنها عاجلة بفترة 30 يوماً أو أقل، والحالات شبه العاجلة بفترة 90 يوماً أو أقل، والحالات غير العاجلة بفترة 12 شهراً أو أقل. 
ولفتت شريف، إلى أن إعادة الجراحات الاختيارية أولوية عالمية، وقد كانت دبي سابقة في هذا الجانب، حيث أعادت هذا النوع من العمليات مؤخراً، مشيرة إلى أن الدراسة أثبتت عالمياً أن تطعيم المرضى قبل الخضوع للجراحات الاختيارية، فيه حماية ووقاية من المخاطر المصاحبة لفيروس كورونا التي يمكن أن تسبب الوفاة، وخاصة لدى المرضى الذين يتجاوز عمرهم 70 سنة.
وتعزز عودة العمليات الاختيارية وغير الضرورية، بشكل كبير من عمليات وإيرادات المستشفيات، مشيرة إلى أن العمليات الجراحية غير الضرورية تشمل جراحات التجميل والعيون والأسنان، والتي لا يسبب تأجيلها بعض الوقت أي خطورة على صحة الشخص، على عكس العمليات الجراحية الضرورة. 
وأشارت شريف، إلى أن الدراسة جاءت بحرص شديد من هيئة الصحة بدبي، ممثلة في إدارة التعليم الطبي والأبحاث، وبشراكة مثمرة بين الهيئة ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال وجامعة برمنغهام.
وأكدت أن «صحة دبي» حريصة على استثمار علاقتها القوية مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية والصحية المتخصصة داخل الدولة وخارجها، وذلك لما يمثله هذا الاستثمار من دفعة قوية لتوجهات الهيئة نحو تحقيق الريادة في واحدة من المجالات الطبية المهمة وهي الأبحاث المتخصصة، ومن ثم تعزيز تطلعات الدولة وخاصة ما يتصل منها باستدامة الصحة.  وذكرت أن فريق الباحثين بقيادة خبراء من جامعة برمنجهام نشر نتائج الدراسة، مؤخراً، في بي جي اسر (التي تضم المجلة البريطانية للجراحة والمجلة الأوروبية للجراحة)، موضحة أن من أهم الدول المشاركة في الدراسة، الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا والبرازيل والصين والهند. 
وحول الفريق العلمي القائم على الدراسة، أجابت شريف، أنه قام على الدراسة أكثر من 40 خبيراً من 13 مركزاً في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن هذه الدراسة جاءت في الوقت المناسب، ومواكبة لجهود الدولة التي أسفرت عن توفير اللقاحات المضادة لـ «كوفيد- 19» بالمجان للجميع، ما جعل توصية الدراسة متاحة للمرضى إذا كانوا يرغبون في الحصول على التطعيم قبل الجراحة.
وقالت مديرة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي: «قامت هذه الدراسة بتعاون ما يقارب 15.000 جراح وطبيب تخدير في 116 دولة، مما يجعل هذه الدراسة أكبر تعاون علمي على الإطلاق». 
وشددت على أنه من المهم بأن يقوم متخذو القرار أو متخذو السياسات باستخدام البيانات التي وفرتها الدراسة لدعم عودة العمليات الاختيارية، لذلك يجب أن تكون أولوية أخذ اللقاح لمرضى العمليات الاختيارية مقارنة بعامة الشعب.

مؤشرات مؤثرة 
ولفتت الدكتورة وديعة شريف، إلى أنه وفقاً لما رصدته الدراسة، فقد تم تأجيل نحو 70% من العمليات الاختيارية خلال الموجة الأولى للجائحة على مستوى العالم، ما أدى إلى تأجيل أو إلغاء ما يقارب 28 مليون تدخل جراحي. فيما بدأت أعداد العمليات بالتصاعد في العديد من البلدان. 
ورجحت النتائج أن يستمر التذبذب في الأعداد طوال العام الجاري 2021، لا سيما في حالة البلدان التي تعاني من موجات أخرى من فيروس كورونا، كما إنه من المحتمل أيضاً أن يقلل التطعيم من المضاعفات الرئوية بعد الجراحة، ما يقلل من استخدام العناية المركزة والتكاليف الإجمالية للرعاية الصحية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©