الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حراك دبلوماسي مكثف لإنقاذ لبنان من الانهيار

قوات الأمن تحاول منع المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي في بيروت (أ ف ب)
28 مارس 2021 00:17

دينا محمود (لندن)

يكثف سفراء دول عربية وغربية في لبنان حراكهم الدبلوماسي، في محاولة لحلحلة الأزمة، مع حالة الانسداد السياسي في لبنان، وفشل التحركات والاتصالات اللبنانية التي لم تحقق أي اختراق ملموس في جدار أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية.
يأتي ذلك فيما حثت مجموعة من الخبراء الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن على اتخاذ مجموعة من «الإجراءات العاجلة» لوقف انزلاق لبنان نحو «الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة فيه»، وهو ما سيقود إلى «عواقب مُكلفة وطويلة الأمد»، في مقدمتها سقوط هذا البلد لقمة سائغة في يد ميليشيا «حزب الله» وداعميها في إيران.
ويدور خلاف منذ أشهر بين الحريري وعون حول تشكيل الحكومة، وهو ما يبدد الآمال في تغيير مسار الانهيار المالي المتفاقم في لبنان. ويقول الحريري: إن التيار الوطني الحر يُحاول إملاء من يشغل مقاعد مجلس الوزراء حتى يكون له حق النقض «الفيتو» على القرارات.
ورفعت الولايات المتحدة عبر سفيرتها في بيروت، دورثي شيا، من تحركها، من بيت الوسط، حيث مقر رئيس الحكومة المكلف، إلى قصر بعبدا الرئاسي، إلى لقاء ناشطين سياسيين، من أطراف الحراك المدني، أو الحراك في الشارع، في محاولة للضغط من أجل تشكيل حكومة ملتزمة بالإصلاحات وقادرة على تنفيذها.
وعلى خط موازٍ، التقت السفيرة الفرنسية، غرييو، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بناء على طلبها، حيث جرى «عرض للأوضاع العامة خاصة التفاصيل المتعلقة بالملف الحكومي والمعوقات التي تحول دون إنجاز تشكيل الحكومة»، وجرى التشديد على وجوب الإسراع بتشكيل حكومة يتمكن من خلالها لبنان من معالجة أزماته وفقاً لما نصت عليه المبادرة الفرنسية.
كما أعلنت السفارة البريطانية، أن سفيرها لدى لبنان مارتن لونغدن، تحدث مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «بصراحة شديدة بخصوص القلق العميق على لبنان». وقال لونغدن: «يرقص القادة السياسيون على حافة الهاوية، وعلى جميع الأطراف تحمل المسؤولية والتحرك». وأكد أن «البديل الوحيد لذلك هو كارثة لا يستطيع أصدقاء لبنان منعها، هذا هو الخيار».
وأكدت مصادر أوروبية أن بوسع الاتحاد الأوروبي ممارسة ضغوط على الفرقاء اللبنانيين، من أجل دفعهم للإسراع بتشكيل حكومة جديدة في بيروت، بهدف إنهاء الفراغ السياسي المستمر هناك، منذ الانفجار الذي ضرب مرفأ العاصمة مطلع أغسطس الماضي، وأجبر حكومة حسان دياب على تقديم استقالتها.
وقالت المصادر في تقرير نشره موقع «إي يو ريبورتر» الإخباري الأوروبي: إن بإمكان الاتحاد فرض عقوبات على الشخصيات والقوى التي تعرقل بلورة توافق على تشكيل مثل هذه الحكومة المرتقبة التي كُلِّفَ زعيم تيار المستقبل سعد الحريري برئاستها.
وأشارت إلى أن فرنسا تقود تحركاً أوروبياً في هذا الشأن، عبر مساعيها لحمل القوى اللبنانية المتناحرة على تبني «خارطة طريق لإجراء إصلاحات». 
وحذر التيار الوطني الحر، الذي يعتبر أكبر كتلة مسيحية في لبنان، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، أمس، من تهميش الرئيس ميشال عون وكتل نيابية أخرى في المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
واتهم «التيار»، الذي يرأسه جبران باسيل، وهو أيضاً صهر عون، الحريري بمحاولة حشد غالبية من أنصاره.
وجرى ترشيح الحريري السياسي المخضرم في أكتوبر الماضي لتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 وألحق أضراراً بأجزاء كبيرة من المدينة. وحكومة دياب باقية حتى الآن لتصريف الأعمال.
وفي هذه الأثناء، طالب خبراء أميركيون إدارة بايدن باتخاذ مجموعة من «الإجراءات العاجلة» لوقف انزلاق لبنان نحو «الانهيار الكامل»، خشية «العواقب المُكلفة وطويلة الأمد»، في مقدمتها سقوط لبنان في أيدي ميليشيا «حزب الله» وداعميها في إيران.
وعلى رأس هذه الإجراءات المقترحة التي تم تقديم توصيات بشأنها بالفعل إلى إدارة بايدن، أن تقود واشنطن حملة ضغوط دولية يشارك فيها الاتحاد الأوروبي والدول الرئيسة في الخليج، تستهدف دفع القيادة السياسية في بيروت، إلى الإسراع بتشكيل «حكومة ذات كفاءة وغير ملوثة بالفساد، تعمل على وضع حد للتدهور المتسارع الآن».
ومن بين تلك الإجراءات كذلك، مواصلة واشنطن تقديم الدعم للجيش اللبناني، كونه يلعب «دوراً جوهرياً في الحفاظ على الوحدة الوطنية للبلاد، وإرساء النظام الداخلي فيها، وتوفير الاستقرار على طول الحدود مع سوريا وإسرائيل، إذ أن أي انهيار للمؤسسة العسكرية في لبنان، سيعني الانهيار الكامل للدولة ذاتها».
ولتجنب هذا الاحتمال الكارثي، دعت مجموعة الخبراء المختصين في الشأن اللبناني، في مقال نشرته صحيفة «ذا هيل» الأميركية، إدارة بايدن إلى التعاون مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، لـ«تقديم مساعدات مالية، ترمي لتمكين الجنود اللبنانيين من دعم عائلاتهم، ومنح الجيش نفسه الفرصة للحفاظ على دوره المحوري على الساحة الداخلية».

مقتل 4 سوريين تجمداً في بعلبك
أكد بشير خضر محافظ منطقة بعلبك الهرمل اللبنانية، العثور على 4 سوريين، هم امرأتان وطفلان، موتى، مساء أمس الأول، في شرق لبنان بعد اعتبارهم في عداد المفقودين.
وأضاف: «إنه تم العثور على الأربعة متجمدين بعد عملية بحث قام بها الدفاع المدني اللبناني والجيش وقوى الأمن».
وتابع خضر على «تويتر»: «توفوا بسبب البرد القارس، وسيتم فتح تحقيق مع الشخص اللبناني، الذي كان برفقتهم سابقاً، حول ما إذا كانت مسألة تهريب بشر أم لا». ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري نزحوا بسبب الصراع منذ 2011.

متظاهرون أمام قصر بعبدا يطالبون بحكومة انتقالية
انطلقت، أمس، مظاهرة من الحراك الشعبي من منطقة الشفروليه بالعاصمة اللبنانية بيروت باتجاه قصر بعبدا الرئاسي للمطالبة بحكومة انتقالية من خارج المنظومة الحاكمة.
وأعلن المشاركون أن هذه المظاهرة تأتي استكمالاً لمظاهرتين سابقتين الأولى باتجاه مجلس النواب والثانية باتجاه مجلس الوزراء. واعتبروا أن رئيس الجمهورية ميشال عون هو أحد مكونات المنظومة الحاكمة، وطالبوه بالاستقالة، كما طالبوا بانتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة، وطالبوا بنظام بديل.
وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية، ورددوا هتافات تدعو لمكافحة الفساد ولرحيل رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان. وحملوا لافتات من بينها: «البلد مخطوف والشعب رهينة، نعم لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان»، و«السلاح والفساد وجهان لسلطة واحدة»، وأخرى تطالب بكشف من استقدم نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، والتسبب بالانفجار، وغيرها تطالب بحياد لبنان.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©