تمثل مبادرة «الجواز اللوجستي العالمي»، التي أُطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في يناير 2020، في المنتدى الاقتصادي العالمي، إحدى أهم المبادرات التي تعزز النمو، وتوفّر للشركات حول العالم فرصاً مهمة لتحسين طرق التجارة الحالية وتطوير آليات لتذليل العقبات التجارية غير الجمركية، وتحفيز التجارة وتنميتها بعمليات أقل كلفة وأكثر كفاءة، وتعزيز استفادة الأسواق الناشئة في مجال تطوير الإمكانات التجارية.
وتأتي التغريدة التي كتبها سموه في حسابه على «تويتر»، التي قال فيها: «الجواز اللوجستي العالمي، مبادرة من دبي لتسهيل التبادل التجاري الدولي وبناء شبكة لوجستية عالمية عبر منح ميزات اقتصادية كبرى للأعضاء.. الهند وإندونيسيا وتايلاند وجنوب أفريقيا وكولومبيا والبرازيل ودول أخرى، بالإضافة إلى كبرى شركات الشحن العالمية انضمت إلى المشروع»، في سياق تأكيد المركز المتقدّم لدولة الإمارات في خريطة التجارة العالمية، ودورها الإيجابي في نقل هذه التجارة إلى مستويات متقدّمة تسهم في تسريع تعافي الاقتصاد العالمي، وتساعد الدول الأعضاء في المبادرة على تنويع تجارتها وزيادة حصصها السوقية في المنتجات الرئيسية بين الاقتصادات النامية.
مبادرة «الجواز اللوجستي العالمي»، التي انطلقت من إمارة دبي إلى العالم، تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة؛ عظّمت المردود الإيجابي للنشاط التجاري، وأسهمت في إرساء أسس شبكة دولية تشجّع التدفقات التجارية وتيسّر سبل تبادلاتها عبر الحدود، وتمدّ جسور التعاون بين الدول، وتوسّع نطاق فرصه، وخصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي أدى إلى تعطيل حركة الإنتاج واضطراب سلاسل التوريد العالمية، وتراجع معدلات التجارة العالمية؛ ذلك أن قطاع التجارة يمثّل عنصرًا مهمًّا في تحقيق التعافي الاقتصادي وإبقاء الأسواق مفتوحة وقابلة للتنبؤ بها.
إن قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»: «أملنا أن يثمر هذا التعاون واقعاً اقتصاديّاً عالميّاً جديداً يحمل الخير، ويمهد لمستقبل حافل بالفرص»، يشير إلى المساعي التي تبذلها دولة الإمارات في سبيل تعزيز مسيرة التنمية، سواء كانت على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وذلك من خلال اعتماد مبادرات، وإقرار برامج وأفكار، من شأنها بناء الشراكات الاستراتيجية، التي تعزز مكامن قوة الدول الاقتصادية، وتعود بالنفع والخير على الشعوب، وترتقي بحاضرها وتضمن لها مستقبلاً أفضل وأكثر استدامة، من خلال تنامي الأرقام الرئيسية المرتبطة بحركة التجارة، وخلق فرص عمل متميزة للشباب، وجذب المزيد من الاستثمارات إلى الدول الشريكة في المبادرة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية