غالباً لا يتسبب فيروس كوفيد19 في مضاعفات خطيرة لدى الأطفال، وإنْ كانت قلة قليلة منهم قد يصابون بحالة غريبة، تعرف بمنظومة الالتهاب متعدد الأجهزة (Multisystem Inflammatory Syndrome)، والتي كما يدل اسمها يصيب فيها الالتهاب عدة أجهزة من أجهزة الجسم، في آن واحد. هذه الحالة الخطيرة، والمميتة أحياناً، لا زال الأطباء لا يدركون السبب خلفها، حيث غالباً ما يصاب الطفل أولاً بكوفيد19، وإنْ كان ليس دائماً.
والملاحظ حسب بيانات مستشفيات الأطفال في الولايات المتحدة، أن هناك زيادة في عدد حالات الإصابة خلال الشهور القليلة الماضية، رغم أنها تعتبر من الحالات النادرة. فعلى حسب تقرير صدر مؤخراً عن مركز التحكم في ومكافحة الأمراض بالولايات المتحدة، بلغ عدد حالات الإصابة بحلول بداية شهر مارس 2.617 حالة و33 وفاة، بزيادة بمقدار 557 حالة إصابة مقارنة بعدد الحالات بداية شهر فبراير، والتي بلغت حينها 2.060 و30 وفاة. وتقع 60% من حالات الإصابة بهذه الحالة بين الذكور، ما بين سن الواحدة والرابعة عشر، كما أن معدلاتها تزيد بين الأطفال من أصول أفريقية أو لاتينية.
وتتضمن توصيات المركز، للآباء وكل من يقومون برعاية أطفال، بضرورة الاتصال بطبيب أو مستشفى على الفور، إذا ما اشتكى الطفل من حمى شديدة، أو آلام في البطن، أو القيء، أو الإسهال، أو آلام في الرقبة، أو ظهور طفح جلدي، أو احتقان واحمرار بالعينين، أو إحساس بالإعياء الشديد. مع ملاحظة أن معدلات الإصابة تلحق موجات ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس بين أفراد المجتمع، وبفارق زمني ما بين 4 إلى 6 أسابيع.
ويتم علاج هذه الحالات داخل المستشفيات، غالباً باستخدام الأجسام المضادة (Immunoglobulins) مع مثبطات الالتهاب من السترويدات، مثل الديكسا-ميثازون. ورغم أن الأعراض تختفي في غالبية الحالات، إلا أن بعضاً منها قد تتولد لهم مضاعفات خطيرة على المدى الطويل. ولذا ينصح بضرورة متابعة هؤلاء الأطفال لمدة من قبل طبيب متخصص، حتى بعد تحسن حالتهم الصحية، واختفاء الأعراض تماماً، وخصوصاً على صعيد المضاعفات العصبية. حيث أظهرت دراسة نشرت الأسبوع الماضي في الدورية الطبية المرموقة التابعة للجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، أن الأعراض العصبية تعتبر من الأعراض الشائعة بين الأطفال المصابين بمنظومة الالتهاب متعدد الأجهزة.