الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإماراتيات شريكات في بناء الوطن

الإماراتيات شريكات في بناء الوطن
8 مارس 2021 02:47

آمنة الكتبي (دبي)

حققت دولة الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021»، الصادر عن البنك الدولي، كما حققت في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020 المركز الـ 18 عالمياً والأول عربياً لتصعد الإمارات بذلك 8 درجات في سلم المؤشر خلال عام واحد فقط، حيث حازت عام 2019 على المرتبة الـ 26، محققة بذلك المستهدف الوطني بالوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم في هذا المؤشر بحلول عام 2021. وحققت المرأة الإماراتية إنجازات متتالية في جميع المجالات، محلياً وإقليمياً ودولياً، لتتوج نصف قرن من العطاء والبناء والتنمية على مختلف الأصعدة منذ تأسيس الدولة وحتى الآن، بفضل الرؤية التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وكفلت دولة الإمارات مكانتها الدولية المرموقة، خاصة في مجال تحقيق التوازن بين الجنسين، الأمر الذي عكس أولوية هذا الملف ضمن الأجندة الوطنية التي تترجم رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الدور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة.

جهود «أم الإمارات»
وتبرز جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» في تمكين المرأة الإماراتية، حيث يعود لها الفضل في تأسيس الاتحاد النسائي العام، فيما يتميز النهج الذي طرحته في مجال العمل النسائي بالتوازن بين السعي إلى الانفتاح على روح العصر وبين الحفاظ على الأصالة العربية والتقاليد الإسلامية إيماناً من سموها  بالحفاظ على الخصوصية الثقافية. كما وتأتي هذه الإنجازات بفضل دعم القيادة الرشيدة، وجهود فريق عمل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين بقيادة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، الذي حقق إنجازاً يشهد له، بعدما خطى خطوة جديدة على طريق نهضة وريادة المرأة الإماراتية عالمياً.
وتقف العديد من العوامل وراء ما حققته الإمارات من تطور لافت على صعيد ملف التوازن بين الجنسين، أبرزها تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين عام 2015، وإطلاق القوانين والمبادرات ذات الصلة، ومنها قانون زيادة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي ليصبح 50%، وقانون المساواة في الأجور والرواتب بين الجنسين لعام 2018، وإطلاق مؤشر التوازن بين الجنسين 2017 لقياس جهود المؤسسات الوطنية بهذا المجال، إلى جانب الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015 - 2021.

تمكين وإنجازات
وتعد المكتسبات التي حققتها المرأة الإماراتية على صعيد التمكين السياسي، لا سيما في مجال العمل البرلماني، واحدة من أبرز العوامل التي ساعدت على تحسين موقع الدولة في مؤشر التوازن بين الجنسين العالمي، حيث تعتبر الإمارات من أوائل الدول في العالم التي تشكل فيها النساء نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.
ووفقاً لبيانات الهيئة الاتحادية للتنافسية، فقد تجاوز عدد المواطنات في القطاع الحكومي «اتحادي ومحلي» 78 ألف مواطنة، فيما بلغت نسبة حضور المرأة الإماراتية في وظائف القطاع الحكومي الاتحادي 51.35%، وتجاوزت في القطاع الخاص 57% خلال العام الماضي. وتشغل المرأة 75% من القوى العاملة في قطاعي التعليم والصحة، وتدير 25 ألف سيدة أعمال إماراتية مشاريع تزيد قيمتها على 60 مليار درهم. وقطعت المرأة الإماراتية أشوطاً كبيرة في طريق التمكين الاقتصادي، حيث يبلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات ما يزيد عن 23 ألف سيدة، يدرن مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة، فيما تبلغ نسبة الإماراتيات العاملات في مؤسسات وشركات القطاع الخاص المسجلة لدى وزارة الموارد البشرية والتوطين نحو 57.3 بالمائة من إجمالي الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع.
ويعكس قطاع الطاقة النووية السلمية في الإمارات صورة مشرقة عن مدى التقدم الذي أحرزته ابنة الإمارات في مجال العلوم المتقدمة، وتشير الأرقام إلى أن نسبة الإناث في البرنامج النووي السلمي الإماراتي، تجاوزت الـ 20 بالمائة، وهو ما يفوق النسب المسجلة في البرامج العالمية للطاقة السلمية.
ومنذ إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، عمل في إطار اختصاصاته وتكليفات مجلس الوزراء، على حصر ودراسة تشريعات التوازن في الدولة لتقييمها وتحديد مواطن القوة والضعف والثغرات في كل منها، ووضع خطة عمل منظمة لدراسة الحلول التشريعية لسد الثغرات الموجودة في بعضها وتقديم الاقتراحات القابلة للتنفيذ في كافة المجالات بالتعاون مع الجهات الاتحادية المعنية.

مؤشرات ساهمت في تمكين المرأة
الدستور
دستور دولة الإمارات يضمن بنصوصه حقوقاً متساوية لكل المواطنين، حيث تتمتع النساء المواطنات بذات الوضع القانوني على مستوى فرص التعليم وحق مزاولة المهن على قدم المساواة مع المواطنين الذكور، كما تتمتع المرأة الإماراتية بفرص متساوية في التوظيف، والرعاية الصحية، وغيرها من المزايا، التي تكفل حماية ورفاهية الأسرة.

قانون العمل الإماراتي
قانون العمل الإماراتي، والذي يسري أحكامه على القطاع الخاص، حدد العديد من الأحكام، منها أنه لا يجوز تشغيل النساء ليلاً، والمقصود هنا مدة لا تقل عن 11 ساعة متتالية، تشمل ما بين العاشرة مساءً والسابعة صباحاً، على أن يستثني العاملات في القطاع الصحي والمراكز الفنية المسؤولة. كما يحظر تشغيل النساء في الأعمال الخطرة، أو الشاقة، أوالضارة صحياً وأخلاقياً، أو أية أعمال أخرى يحددها وزير الموارد البشرية والتوطين بالتنسيق مع الجهات المعنية.
كما حافظ القانون على حق المرأة في الحصول على إجازة وضع بأجر كامل مدتها 45 يوماً تشمل الفترة التي تسبق الوضع وتلك التي تليها بشرط ألا تقل مدة خدمتها المستمرة لدى صاحب العمل عن سنة وتكون إجازة الوضع بنصف أجر إذا لم تكن العاملة قد أمضت المدة المشار إليها.

تأسيس مجلس الإمارات
جرى تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في 2015، كما جرى إطلاق القوانين والمبادرات ذات الصلة مثل قانون زيادة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي ليصبح 50%، إلى جانب إطلاق مؤشر التوازن بين الجنسين 2017 لقياس جهود المؤسسات الوطنية بهذا المجال، إلى جانب الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015 - 2021.

المساواة في الأجور 
مجلس الوزراء اعتمد في 2018 مشروع إصدار أول تشريع من نوعه للمساواة في الأجور والرواتب بين الجنسين، وجرى ذلك في إطار تعزيز السياسات والتشريعات الوطنية لضمان حماية حقوق المرأة، ودعم دورها في عملية التنمية.

عضوية المجلس الوطني الاتحادي
التواجد المؤثر للمرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي ساهم في تعزيز دورها في خدمة الوطن والمواطنين كونها الأقدر على طرح قضايا الأسرة والمجتمع في إطار يسمح بصياغة ومناقشة التشريعات والقوانين.

سارة فلكناز: تسليح المرأة بالعلم والمعرفة
قالت سارة فلكناز عضو المجلس الوطني الاتحادي: يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وكلما مر عام على هذا الاحتفال نجد أن المرأة الإماراتية، أصبحت أكثر دعماً وتمكيناً ومساهمة ومشاركة في المجتمع على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما أنها أصبحت أكثر قدرة على التميز والنجاح والتألق في القطاعات كافة.
وتابعت يرجع الفضل في كل النجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية إلى قيادة حكيمة واعية تمتلك النظرة الثاقبة والفكر المستنير والرؤى الصائبة لتكريم المرأة ومنحها كل الدعم والتقدير والثقة لتتبوأ موقعاً متميزاً ومرموقاً في المجتمع.
وأضافت: تمكنت قيادتنا الاستثنائية، من تحقيق كل آمال وطموحات ابنة الإمارات وقدمت كل العون والدعم والمساندة لتكون المرأة قادرة على تحمل المسؤولية وقادرة على تولي كل المناصب وشريكاً أساسياً وفاعلاً بجوار أخيها الرجل في مسيرة النمو والتقدم.
وقالت فلكناز: لعب أجدادنا وآباؤنا المؤسسون دوراً ملهماً نحو تسليح المرأة بالعلم والمعرفة وتأهيلها وصقل قدراتها وتنمية مواهبها، ونستذكر في هذا اليوم مقولة والدنا القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حينما قال «أنا نصير المرأة أقولها دائماً للتأكيد على حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها»، وبالفعل تحققت هذه المقولة على أرض الواقع وسار على دربها خير خلف لخير سلف في وطن الخير والعدل والمساواة. وتابعت سارة فلكناز: كان وما زال لـ«أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الدور اللافت في دعم المرأة الإماراتية والمساهمة بكل قوة في تمكينها حتى تفوقت ابنة الإمارات على مثيلاتها في العالم، كما نجد أيادي سموها البيضاء ومساهماتها النبيلة في تقديم الدعم والعون للمرأة حاضراً بقوة على الصعيدين العربي والعالمي. وأكدت فلكناز أنه من أبرز الدلائل على دعم القيادة الرشيدة للدولة للمرأة الإماراتية وتمكينها في المجال السياسي هو قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بأن تخصص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للمرأة، وتجسيداً لهذا تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في تقرير التنافسية العالمية 2020 في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان وهو تتويج لجهود كبيرة بذلتها قيادتنا منذ اتحاد دولتنا قبل نحو 50 عاماً. وقالت: نثمن جهود قيادتنا الحكيمة في رفعة شأن المرأة ومنحها ثقة كبيرة لتحقيق طموحاتها وآمالها وأن تكون ممثلاً عن شعب الاتحاد في المجلس ومعبراً عن آماله وتطلعاته، وفي هذا الإطار أتقدم بخالص التهنئة إلى أخواتي عضوات المجلس الوطني الاتحادي، لدورهن الكبير في دعم وتعزيز مسيرة الوطن وتقدمه في كافة المجالات والقطاعات وبناء مستقبل أفضل لدولة العز والفخر والكرامة. وتابعت: ونثمن أيضاً جهود مجلس التوازن بين الجنسين وسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس التوازن بين الجنسين لدورها الفاعل والمؤثر في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة والتوازن بين الجنسين في مختلف المجالات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©