الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

وجوه تغيب لتحضر

وجوه تغيب لتحضر
1 مارس 2021 01:35

كثيرة هي الوجوه التي غابت منذ أن حلّ هذا الوباء وفرض هيمنته وسيطرته على العالم، وقال كلمته العليا التي جعلت البشرية قاطبة في حالة رعب، وحذرٍ، وخوف، وترقب مشوب بالتفاؤل تارةً، والتشاؤم تارات كثيرة، «كوفيد - 19» ورغم الجهود التي تبذلها العديد من دول العالم والإجراءات التي تتبعها والاحترازات التي تؤكد عليها، وفي ظل وجود عددٍ من اللقاحات، إلا أن وطأته تزداد سوءاً في بعض المناطق من العالم.
ورغم عبور العديد من الأوبئة على البشرية منذ القرون الماضية، إلا أن هذا الوباء كان أكثر تأثيراً وأشد وطأة نفسية على الملايين من البشر؛ لأنه جاء في زمن الانفتاح، وتعدد الوسائط المعرفية والإعلامية والإخبارية، وتزاحم المعلومات الفردية والرسمية والتخصصية والتطفلية ممن لا يعرف باتجاه ما يجهل، حتى أصيب الناس بوهنٍ نفسي جعلهم يستشعرون إلى أي حدٍّ وصلوا من الإنهاك النفسي والتعب الذهني، لشدة ما هم حذرون في سلوكهم وعاداتهم اليومية.
ومع الانتشار السريع للوباء غادرتنا وجوهٌ كثيرة ممن نعرف، وممن لا نعرف، وجوه رحلت بسبب «كورونا» وخلّفت وراءها لوعات للغياب لا تنتهي، ولا تمر بسهولة بخاصة على القلوب التي فقدت أقرب الأقرباء من أفراد أسرٍ وأصدقاء أو معارف، تبقى عالقة رغم مرارة رحيلها في قلوب ووجدان محبيها، ومن تربطهم بها أواصر ووشائج لا يستطيع الوقت ولا الأيام دفعها خارج الذاكرة لأنها مستقرة فيها.
وبالأمس ودّعنا وجهٌ خيّر جديد، ساقَ لنا الليل خبر رحيله وكأنه يضيء العتمة بحزن الرحيل، ومُزن الدمع من مُقل محبّيه وطلابه، ومن تتلمذ على يديه، أو نال شيئاً من حصاد عمره، درساً أو معونة، أو مساعدة باتجاه التعليم، غادر هذه الدنيا الفانية بعد عمرٍ من العمل والجدّ والاجتهاد والنّبل والكرم الأخلاقي، ورحابة الصدر، الدكتور حسن قايد الصبيحي الأستاذ في جامعتي الإمارات والشارقة، والعضو المؤسس لجمعية الصحفيين بالدولة، والكاتب الصحفي والباحث والمعلّم والأستاذ، والصديق الذي ما فارقت البسمةُ محيّاه، وما ضجر من أحد، أو كدّر صفو أحد.
الدكتور حسن قايد من الوجوه التي تغيب لتحضر فما خلّفه من إرث علمي وفكري يدوم لسنوات طويلة، حيث بحر العلم الذي لا ينضب، فقد أطل، رحمه الله تعالى، على الثقافة من جميع زواياها، فهو الأكاديمي والكاتب والإعلامي الذي تنقل بين منابر إعلامية كثيرة من صحفنا المحلية، وله دراساته ومؤلفاته وأبحاثه في مجال الإعلام، وأرشيف واسع من حصاد عمره الذي قضاه في أروقة التعليم الجامعي.
رحل د. حسن قايد، لكنه لم يرحل من خواطرنا، وحكاياتنا، ولقاءاتنا التي كانت تستنير بوجوده، رحمه الله تعالى، وحفظكم وحفظنا جميعاً من كل شر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©