عدد اليوم
مقال يكتب: محمد محمود آل خاجة*
إيتان نائي**
قبل ستة أشهر، كانت رؤية دبلوماسي إماراتي مع دبلوماسي إسرائيلي شبه مستحيلة، وكان من المستبعد مشاركتهما في مقال صحفي واحد. كما بدت مباشرة العلاقات وفتح سفارات بين البلدين احتمالاً بعيد المنال. ولكن ها نحن الآن، السفير الإماراتي في إسرائيل والقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أبوظبي، نكتب معاً وبصوت واحد.
يمكن لصراع أن يستمر لأجيال ولكن السلام يحدث في لحظة. هذه اللحظة الدبلوماسية حصلت في الصيف الماضي، وها هما الدولتان والشعبان اليوم يسعيان معاً لتعويض الوقت الضائع. لقد تم مباشرة العلاقات بصورة مذهلة حتى في خضم جائحة عالمية، فضلاً عن التحديات الطبيعية المتمثلة في موقعنا الجغرافي ضمن أكثر المناطق اضطراباً في العالم.
نحن دبلوماسيان نمثل كلاً من دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وقد عُهدت إلينا مهمة تقريب المسافات بين الدولتين. ونحن نؤمن بعظمة المهام التي أسندت إلينا، وأن بناء الثقة من خلال الروابط المفتوحة والمباشرة، إلى جانب القيادة السياسية الجريئة يمكن أن يؤدي إلى تحولات إقليمية.
لقد التقينا وتحدثنا في الكثير من الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة. وقد تركزت محادثاتنا على العلاقات الاقتصادية المتنامية والتجارة والسياحة والتبادلات في المجالات الصحية والتعليمية وتعميق الاتصالات بين الشعبين. كما أننا نعمل بشكل دائم ومستمر باطلاع بعضنا البعض على الاتفاقيات الجديدة بين جامعاتنا ومعاهد الأبحاث والشركات الناشئة والمراكز الطبية. وقد شهد الأسبوع الماضي عقد شراكة بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومعهد وايزمان للعلوم. كما احتفلنا معاً بوصول «مسبار الأمل» الذي أطلقته دولة الإمارات بنجاح إلى مدار كوكب المريخ، وتداولنا في سبل التعاون في المجال الفضائي والبعثات الفضائية الإماراتية الإسرائيلية.
ونحن نكتب هذا المقال معاً، فإننا نعتز ونفخر بأن تتصدر دولة الإمارات ودولة إسرائيل العالم في برامج التلقيح ضد (كوفيد-19). وتساهم الروابط المفتوحة والمباشرة، في تبادل البيانات والخبرات بين العاملين في المجال الطبي، وتعزيز سبل التعاون في مجال توزيع اللقاحات في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
ومع إعادة فتح الاقتصاد واستئناف السفر، سوف يتسارع نمو التجارة والسياحة والاستثمار عبر الحدود بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل. وكون دولتينا من أكثر المجتمعات ديناميكيةً وتقدماً في المنطقة، فإن الإمكانات المتاحة جراء هذا الانفتاح لا حدود لها.
سوف يقدم سعادة الخاجة يوم الاثنين المقبل أوراق اعتماده إلى فخامة رؤوفين ريفلين الرئيس الإسرائيلي. وستعقب ذلك اجتماعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أشكنازي. وسيبدأ العمل على تحديد موقع السفارة. أما بالنسبة للسيد نائي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أبوظبي، فإنه يستهل اليوم شهره الثاني من العمل في دولة الإمارات، مع جدول أعمال حافل بالاجتماعات الحكومية الرسمية والتعاون المباشر مع السلطات في دولة الإمارات.
لقد كان من الصعب تخيل كل هذا قبل ستة أشهر. ولكننا هنا الآن نساعد على كتابة فصل حديث في الدبلوماسية ورسم مسار جديد للسلام والازدهار والتقدم في الشرق الأوسط بدعم من حكومتي وشعبي البلدين.
