الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخرطوم تتمسك بوساطة رباعية في أزمة «النهضة»

مريم الصادق خلال لقائها مع رابطة سفراء السودان (من المصدر)
26 فبراير 2021 00:12

أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)

أعلن السودان رغبته في توسيع الوساطة في أزمة سد النهضة لتكون وساطة رباعية، واعتبر إصرار إثيوبيا على المضي في ملء بحيرة السد خطراً. وأبلغ وزير الري والموارد المائية السودانية ياسر عباس أعضاء وفد الخبراء الكونجولي الموفد من قبل رئيس الكونجو الديمقراطية فيليكس تشسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، رغبة السودان في توسيع المفاوضات والمباحثات بين الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا، لجعلها وساطة رباعية بقيادة الاتحاد الأفريقي، وتضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للدفع بالمفاوضات والمباحثات إلى الحلول التوافقية. 
وأكد وزير الري السوداني رغبة وحرص السودان على التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث، وجعل سد النهضة بوابة للتعاون والتكامل بينها، وبداية تنسيق وتعاون إقليمي لتحقيق المصالح المشتركة بين دول حوض النيل لفائدة شعوب المنطقة. 
واعتبر السودان أن إصرار إثيوبيا على المضي قدماً في ملء بحيرة السد بشكل أحادي يمثل خطراً على السدود السودانية، ويهدد حياة وسلامة 20 مليون سوداني يعيشون على ضفاف النيل. 
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن الحكومة السودانية تعكف الآن على معالجة الكثير من التحديات الاقتصادية التي ورثتها من النظام البائد عبر رؤية متكاملة وأولويات واضحة. 
وقال حمدوك «إن حكومة الفترة الانتقالية ورثت تركة مثقلة من النظام البائد تمثلت في الوضع السياسي والاقتصادي والأمني المعقد وعزلة السودان عن العالم الخارجي لثلاثين عاماً». وأشار إلى أن الدمار الذي خلفه النظام المعزول تمثل في ضعف المؤسسات والقوانين وضعف الخدمة المدنية والديون الهائلة التي بلغت 72 مليار دولار، وانتهاج سياسات اقتصادية أدت إلى تشوهات واختلالات اقتصادية مزمنة، إلى جانب الحروب الأهلية، وما تبعها من نزاعات قبلية وهشاشة أمنية في معظم أنحاء السودان. وأوضح رئيس الوزراء السوداني أنه رغم كل تلك التحديات إلا أن حكومته عكفت على معالجة تلك التحديات برؤية متكاملة، بعد نجاح جهود رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتوصل لاتفاق سلام جوبا، والإصلاحات المؤسسية والتشريعية والاقتصادية. 
يأتي ذلك في وقت التقت فيه وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي في أول زيارة خارجية لها أمس منذ توليها مهام منصبها إلى جنوب السودان مع الرئيس سلفاكير ميارديت. 
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن وزيرة الخارجية السودانية أرادت أن تؤكد باختيارها جوبا وجهة أولى لها على عمق الروابط والمصالح المشتركة وخصوصية العلاقة بين البلدين. 
كما بحثت وزيرة الخارجية السودانية مع نظيرتها في جنوب السودان باتريسا خميسا واني ومستشار الرئيس توت قلواك العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على كافة الأصعدة، وناقشت سبل التنسيق بين البلدين في استكمال عملية السلام بالسودان التي ترعاها دولة جنوب السودان، وكذلك استعداد الخرطوم لرعاية السلام في جوبا، إضافة إلى تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية وبرنامج تنفيذي للتعاون في المجال الجمركي.
وفي سياق متصل، أكّدت وزيرةُ الخارجية السودانية على موقف السودان المُجمع عليه من كل مؤسسات الحكومة الانتقالية بأن لا تفريط في سيادة، وحدود السودان. ونقلت وكالة السودان للأنباء «سونا» أمس، عن مريم الصادق قولها خلال لقائها أمس الأول، مع رابطة سفراء السودان إنه لن يتم التنازل عن شبرٍ واحد من أرض الأجداد. وأشارت إلى سعي وزارتها لبناء سياسةٍ خارجية تخرِج البلاد من العزلة الخارجية والملاحقة إلى إقامة علاقاتٍ متكافئة مع الجوار والعمق الأفريقي والمجتمع الدولي. ولفتت الوزير السودانية إلى أن كثيراً من صلاحيات وزارة الخارجية كانت قد سُلبت في العهود الشمولية، وسادت ما تُسمَّى بالدبلوماسية الرسالية، والدبلوماسية الرئاسية، على عكس ما كان يحدث في النظم الديمقراطية التي أعطت وزارة الخارجية وضعاً ريادياً متقدماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©