نعيش في زمن مذهل. ففيروس كورونا غيّر وجه العالم الذي نعيش فيه، مخلّفاً الكثير من المعاناة والخسائر عبر الكوكب. ولكن بفضل عبقرية الإنسان، ابتُكرت اللقاحات التي تمنحنا كل الأمل في المستقبل. 
الأمل شيء يعتز به معظمنا. والواقع أنه من السهل النظر إلى بعض المشاكل على أنها ميؤوس منها، غير أن لا شيء يُظهر بوضوح أهمية عدم فقدان الأمل أبداً أكثر من حدث إقامة علاقات دبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. 
هذه الصفحة الأولى التاريخية مؤشر على عهد جديد رائع. فقد التقى رئيسا تحرير صحيفة «الاتحاد» ومجلة «جويش كرونيكل»، التي يناهز عمرها 180 عاماً، وهما اثنتان من أكثر الصحف رمزية من نوعهما، لإبراز بداية صداقتنا عبر الكتابة لقراء بعضنا البعض، واختارا «عيد بوريم» اليهودي ليكون مناسبة لتدشين هذا التعاون.
من كان يخطر على باله هذا الأمر قبل ستة أشهر من اليوم؟
منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، والإسرائيليون ويهود الشتات، على مدى عقود طويلة، كان يحدوهم الأمل في أن تصبح إسرائيل قادرة على العيش في سلام مع جيرانها. وخلال معظم هذه الفترة، كان هذا الأمل يبدو غير واقعي، وكانت العراقيل في وجه علاقات عادية مع الجيران كبيرة وكثيرة جداً. 
بيد أن توقيع «الاتفاق الإبراهيمي»، الذي يُعد واحداً من أكثر الأحداث أهمية وبعثاً للأمل والتفاؤل في القرن الحادي والعشرين، غيّر كل شيء. عهد جديد من السلام والرخاء في المنطقة بدأ. ويا له من فرح كبير أن تغدو رؤية الأخوة بين الإنسان وأخيه الإنسان واقعاً مع إشارة اثنتين من الديانات الإبراهيمية العظيمة إلى روابطهما وتصميمهما على العمل معاً! بفضل انفتاح الروح، يغدو كل شيء ممكناً.
وهذه أيضاً هي رسالة «عيد بوريم» اليهودي الذي نحتفي به هذا الأسبوع. ففي تلك القصة، يواجه اليهود الإبادة على يدي حاكم فارسي، ويبدو كل شيء ميؤوسا منه. ولكنهم بمشيئة الله نجوا في الأخير -- بينما هلك من كان يضطهدهم. 
وسأترك لكم أن تقرروا ما إن كان لتلك القصة أي أهمية وشبه بعصرنا الحديث.
في الختام، يشرّفني أن أعرب عن تمنياتي الحارة بالصحة الجيدة والازدهار لقراء صحيفتينا، بينما نحتفي بتدشين فصل جديد في العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.