يوم أمس، اجتمع نحو 19 شخصية ينتمون إلى مجامع واتحادات ومراكز منبثقة من «جماعة الإخوان»، ليناقشوا «باسم الأمّة جميعها» الحكم الشرعي في «اختراع ديانة جديدة»، وجعلوا من هذا العنوان محوراً أساسياً أُفردت له مساحات في وسائل إعلام «سيئة السمعة».
المثير للسخرية هنا أمران، أولهما: أن الذين اخترعوا كذبة الديانة الجديدة أعلنوا أنهم يناقشونها «باسم الأمّة»، لكنهم لم يقولوا لنا كيف حصلوا على هذا التفويض، خاصة وأننا نعرف أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وجماعتهم، ونعرف أيضاً أن بعضهم فارّون من العدالة في بلادهم، وبعضهم يعيشون بجوازات سفر مزورة، فيما يواجه آخرون منهم تهم الحضّ على الإرهاب، حيث تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء عبر فتاوى القتل والدم التي كانوا يصدرونها حسب الطلب.
الأمر الثاني المثير للسخرية أن المؤتمر لم يجد من يتابعه، أو يتفاعل معه، وفشل فشلاً ذريعاً، رغم تسويقه على منصات تواصل اجتماعي تابعة للجان إلكترونية لها خبرتها في إدارة الحملات، وتعمل وفق نظام وظيفي دقيق، له تاريخه في ممارسات «الدجل الإلكتروني» المدفوع بالكراهية والأجندات التنظيمية.
وعلى كل حال، فقد كان الهدف معروفاً، وهو تشويه «البيت الإبراهيمي» والتعريض به، بل وإظهار أنّ الهدف منه «ديانة جديدة»، في «خبث» لا نعتقد، كمراقبين، أنه خرج إلى العلن اعتباطاً، بل إن غالب الظن، وليس كلُّ الظن إثماً، أنه قد تمت صياغته بأيدٍ تابعة لأجهزة لها ارتباطاتها توجيهاً وتمويلاً واحتضاناً. لكنّنا، وتجاوزاً، نسميه «شطحة» من شطحات التطرف التي تبنّتها «دكاكين إعلام» تخلّت منذ زمن عن أبسط مبادئ «النزاهة» وانحازت إلى مشروع الإرهاب في العالم كله، بل والبحث عن مسوغات له.
ينزعج البعض من المكانة التي وصلت إليها الإمارات مركزاً عالمياً للأخوة الإنسانية، بل وتقلقهم الدعوة العالمية المفعمة بالأمل التي رعتها أبوظبي وتمثلت في «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي ذكّرت الجميع بالقيم الإنسانية التي تحضّ على التآخي والتعاون بين بني البشر، وأكدت أن ما يجمع المجتمع الإنساني أكثر مما يفرقه.
ولكي نزيد قلقهم أكثر، نؤكد أننا سنستمر في مواصلة العمل مع شركائنا الدوليين في تعزيز ثقافة السلام، بما يكفل إحلال الاستقرار والأمن وتحقيق الازدهار والتنمية، بينما ستستمر جهودنا في التعاون مع المجتمع الدولي لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والعيش المشترك لما فيه خير البشرية.
وختاماً نقول: لم يعد يدهشنا «الخبث الإخواني» وقدرته الخارقة على الكذب والفبركة وخداع الجماهير، لكن ما يدهشنا هو الإصرار على «المناورات المكشوفة» عبْر «الجماعة» إيّاها!.