الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التحول نحو مستقبل القيادة الذاتية

التحول نحو مستقبل القيادة الذاتية
21 فبراير 2021 01:30

فيصل البناي*

منذ زمن ليس بالقريب، شكلت السيارات الطائرة دوماً رمزاً أساسياً للمستقبل في عوالم الخيال العلمي، لكن أصبحت تلك السيارات اليوم أقرب إلى الواقع، مع إجراء مجموعة صغيرة من الشركات الناشئة الممولة جيداً رحلات تجريبية لطائرات كهربائية تقلع وتهبط عمودياً. ويدعم عدد من كبار اللاعبين في مجال الطيران والسيارات بعضاً من تلك الشركات، ومنهم بوينغ وإيرباص وهيونداي، وتتوقع شركات مثل أوبر تشغيل سيارات أجرة تطير دون طيار بحلول عام 2030 تقريباً.
كما توشك شركات تسلا وجنرال موتورز ووايمو التابعة لغوغل وتويوتا وهوندا على تقديم سيارات ذاتية القيادة، مع اختبارات واقعية وأطر تنظيمية يجري استكشافها لإدارة حركة المرور في المجال الجوي فوق مدننا المزدحمة.
يستثمر القطاع التجاري بكثافة في التكنولوجيا المتقدمة، إذ تفرض قضايا حاسمة، مثل شيخوخة السكان وازدحام المدن، تحولاً سريع نحو مستقبل مستقل. وبينما اشتُهر قطاع الدفاع دوماً بالتوصل لابتكارات خارقة، كان تطوير الأنظمة العسكرية المستقلة بطيئاً وتدريجياً في أحسن الأحوال. وقد يؤدي ذلك التباين الهائل في الاستثمار التجاري مقابل الاستثمار العسكري في البحث والتطوير إلى تأثيرٍ متعاقبٍ على نوعية وجودة القدرات المستقلة التي يمكن دمجها لاحقاً في الأنظمة العسكرية.
وتأثرت بيئة الأمن القومي بالتطورات التكنولوجية السريعة والواسعة المدفوعة بالتكنولوجيا التجارية، مما أدى إلى تغيير قواعد الاشتباك.
لا شك أن القدرات الذاتية لها فوائدها، إذ يؤدي دمج القدرات الذاتية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إلى فرص هائلة، وهو ما تكتشفه بلدان عدة حالياً.
وإذ يتفوق القطاع التجاري في جذب العقول اللامعة والتقدم نحو إجراء اختبارات واقعية في سوق شديد التنافسية بالنسبة للتقنيين والمتخصصين في مجال الروبوتات والمهندسين، فإن القطاع العسكري لا يزال متأخراً في هذا الصدد. وفي حين يسود حالياً شعور حقيقي بضرورة التحول نحو مستقبل مستقل بسرعة، يتوجب على قطاع الدفاع المشاركة فيه بأسرع ما يمكن إذا أراد وقف البحث عن المشتقات والتكنولوجيا المتفوقة في المجال التجاري.
  وقد شهد معرض ومؤتمر الأنظمة غير المأهولة (يومكس) عام 2020، إطلاق شركة أداسي لمركبة «قرموشه»›، وهي أول طائرة مسيرة عمودية الإقلاع والهبوط في الإمارات، ويُتوقّع الكشف عن إمكانات ذاتية جديدة اليوم أثناء معرض الدفاع الدولي في أبوظبي (آيدكس) 2021.
تسلك الاتجاهات المستقبلية مسار التشغيل البيني، حيث تعد البنية والأنماط المفتوحة أمراً أساسياً، وتصبح الاستقلالية عبر الذكاء الاصطناعي، والتقنيات السحابية، والتسليح، وقدرات الأسراب جزءاً لا يتجزأ من المهام المستقبلية المعقدة. من جانب آخر، يؤدي أمن الشبكات والمرونة الإلكترونية والحرب الإلكترونية أدواراً مهمة أيضاً، وكذلك التعاون البشري مع الآلات لتقليل الطلعات الجوية وضمان أفضل نتائج مهمة ممكنة.
ولا شك أن السلامة هي دائماً الميزة الأهم، إذ يضمن تخفيض عدد «القوات المنتشرة على الأرض» تقليل إصابات الجنود، كما ستحل الأنظمة المستقلة محل البشر في مهام أكثر خطورة، مما يحافظ على القدرات الإجمالية للقوات لتلبية احتياجات أهم.
  ويعد استخدام الأنظمة غير المأهولة التي يمكن التحكم بها عن بعد مجرد خطوة أولى. وستشهد الأنظمة غير المأهولة في المستقبل مستويات أعلى من الاستقلالية. وستشكل تطورات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المعرفية مستقبل الحرب. ومع ضمان التكنولوجيا المتقدمة للتساوي في ساحة الحرب، لا يمكن لأي دولة التخلف عن ركب سباق التسلح التكنولوجي.
على ضوء ما سبق، فإن السؤال الرئيسي هنا ليس «هل يجب علينا أن نصبح أكثر استقلالية» وإنما «أين يمكن ذلك»؟
وفي السياق نفسه، تستثمر مجموعة إيدج، تجمّع التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الدفاع وغيره من المجالات، بشكل مكثف في القدرات المستقلة إلى جانب التقنيات المتقدمة الأخرى. وتعمل عن كثب مع مشغلي الخطوط الأمامية لفهم الاحتياجات المعقدة والأذكى لصناعة الدفاع وتلك التي يمكن ابتكارها بشكل خلاق لاسكتشاف تقنيات جديدة. ولا يأتي الابتكار في قطاع الدفاع من التكنولوجيا وحدها، بل من حل المشكلات والخبرة في ساحة المعركة أيضاً. وتبني إيدج أيضاً على التطورات التي حدثت في الأسواق التجارية، حيث تجمع بين أفضل ما في هذين العالمين.
يتمثل نموذج عمل الشركة في الاستثمار في مفهوم معين، ثم تقرر ما إذا كانت ستوقف العمل عليه أو تجري تجارب أوسع. وهذا النهج – التحرك بسرعة والابتكار بحرية -يفسح المجال لبناء مستقبل أكثر مرونة وأماناً في النهاية.

* الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة إيدج

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©