الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حالة «عجائبية» للعملات المشفرة

حالة «عجائبية» للعملات المشفرة
21 فبراير 2021 00:41

«العملات المشفرة، مثيرة للريبة، وهي ساحة لعمليات غسيل الأموال المشينة» كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي
لا أحد يعرف أين ستقف الارتفاعات «العجائبية» للعملات المشفرة، ولاسيما «بيتكوين» العملة التي تتصدر المشهد العام، في حين تستمر حالة عدم وضوح الرؤية تجاه هذه العملات لدى غالبية الحكومات حول العالم.
فبعض الدول لا تزال تفضل الانتظار لاتخاذ موقف، وبعضها الآخر بات يمنح العملات المشفرة مساحات من حرية الحركة، إلى درجة أن أعلنت الحكومة الكندية إطلاق أول صندوق استثماري في العالم لـ «بيتكوين» في البورصة.
النظرة تجاه العملات المشار إليها متفاوتة، مع إحجام البنوك المركزية الرئيسية (حتى الآن على الأقل) عن منحها الغطاء التشريعي اللازم، كما يحدث مع أي عملة تقليدية.
وفي الأيام القليلة الماضية، عادت هذه المسألة إلى الصدارة، بعد أن تخطت قيمة «بيتكوين» حاجز 52 ألف دولار، بينما حققت ارتفاعاً بلغ 70% منذ مطلع العام الجاري!
لنترك الاستثمار المفاجئ لشركة صناعة السيارات الكهربائية «تيسلا» في «بيتكوين» جانباً، والذي بلغ حد 1.5 مليار دولار، وأدى إلى ارتفاع العملة بنسبة 20% دفعة واحدة.
المسألة الأهم هنا، تتعلق بتلك التقلبات التي تضرب هذه العملة الإلكترونية على وجه الخصوص، ما يرفع احتمالات تعرضها للانهيار المفاجئ في أي لحظة، علماً بأن بنك الاستثمار الدولي «جي بي مورجان» توقع مؤخراً أن يصل سعر «بيتكوين» على المدى البعيد إلى 146 ألف دولار! باعتبارها تتنافس مع الذهب.
ولو تحقق ذلك فعلاً، فإن المخاطر سترتفع إلى مستويات هائلة أيضاً، في ظل غياب الأدوات والتشريعات الحكومية في هذا المجال.
دون أن ننسى، أن العملات الرقمية التي وعدت حكومات عديدة بطرحها لا تزال خارج السوق.
أي أن الساحة حالياً تحت سيطرة 50 عملة مشفرة تقريباً.
المكاسب التي تحققها العملات المشفرة مجتمعة مستمرة، حتى أنها رفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من 1580 مليار دولار، في حين أن القيمة السوقية لـ «بيتكوين» ارتفعت في الخمسة أشهر الأخيرة 700 مليار دولار! بينما عملة «وول ستريت بيتس» الصغيرة حققت أرباحاً بلغت 134%، إلى جانب عملات مشابهة أخرى تحقق القفزة تلو الأخرى.
كل هذا يجري، مع تعاظم إمكانية أن تطغى هذه العملات شيئاً فشيئاً على اقتصاد ما بعد «كورونا». لكن ليس هناك ضمانات واضحة لأن يتم ذلك في وقت قريب، خصوصاً مع نظرة الجهات التشريعية بعين الريبة إلى هذه العملات.
علماً بأن معايير ما بعد الجائحة العالمية، ستكون مختلفة عن تلك التي كانت قبلها في كل الميادين، وفي مقدمتها ميدان المال والاقتصاد.
والمثير في الأمر، أن المؤسسات الاستثمارية العالمية المعروفة، تفكر بالفعل في ضخ أموال هائلة في سوق العملات الإلكترونية، من بينها «مورجان ستانلي» الذي يدرس استثمار 150 مليار دولار دفعة واحدة في «بيتكوين». الساحة الآن تحتاج بالفعل إلى موقف تشريعي عالمي واضح وحاسم من عملات تحصد الأموال كل دقيقة، وتعيش تقلبات كل ساعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©