الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تقوي مناعتك النفسية ؟

كيف تقوي مناعتك النفسية ؟
20 فبراير 2021 00:04

د. شريف عرفة

لا تخلو حياة أي إنسان من المشاكل والعقبات.. إلا أن استجابتنا لهذه المشاكل تختلف من إنسان لآخر. هناك من يفكر بطريقة تضخم حجم المشكلة وتثير مشاعر الأسى والبؤس، بينما يستطيع البعض التفكير بطريقة أخرى تجعلهم أكثر قدرة على تجاوز هذه الصعوبات وتحسين حالتهم النفسية.
كان هذا موضوع دراسات عديدة للدكتور مارتن سليجمان، الأب الروحي لعلم النفس الإيجابي.. الذي وجد أن من أسباب تفاقم أعراض الاكتئاب، أن يفكر الإنسان في حياته بطريقة تكسبه الشعور بالعجز... كأن يقول لنفسه: إن ليس في إمكانه شيء لتحسين أوضاعه.. وهو ما يزيد شعوره بانعدام الجدوى من المحاولة والتيقن بأن لا يوجد حل هنالك أصلاً.. والإمعان في التفكير بهذه الطريقة هو ما يزيد من تدهور الحالة النفسية عند مواجهة ضغوط الحياة!
يرى سليجمان في كتابه «تعلم التفاؤل» أن في إمكاننا مقاومة ذلك، والتصدي لضغوطنا النفسية بما أسماه «التفاؤل المكتسب».. والذي يتطلب الاعتماد على «نظام تفسيري» أو منطق في التفكير يحد من تأثير المشكلة.. وهو ما اعتبره حجر الأساس لتشكيل مناعة النفسية ضد الاكتئاب.
تعتمد الأنظمة التفسيرية على ثلاثة معايير رئيسية ينبغي الاحتكام إليها عندما يواجه الإنسان مشكلة أو أزمة في حياته.. وهي كالتالي:

1- الحجم الصحيح:
أي ما هو نطاق المشكلة؟
اعتقاد الإنسان بأن المشكلة منتشرة ومتوغلة في كل جوانب حياته، أمر يزيد من وطأتها وتأثيرها السلبي.. كأن يعتقد الشخص -مثلاً- أن المشكلة قد أفسدت حياته كلها.. أو أنه منحوس في كل جوانب حياته وكأنها لعنة تلاحقه.. لذلك حاول أن تحصر المشكلة في حدودها الصحيحة.. لو كان لديك مشكلة في العمل، فالمشكلة في العمل فقط.. بينهما هناك جوانب أخرى لا زالت تسير على ما يرام.. صحتك وعلاقاتك وهواياتك... إلخ
قل لنفسك دائماً:
- المشكلة تحدث في جانب واحد في الحياة، بينما باقي الجوانب على ما يرام.

2- الزمن الصحيح:
أي ما هي الحدود الزمنية للمشكلة؟
إحساس الإنسان أن المشكلة أبدية ومستمرة إلى الأبد سوف يفاقم من الضغط النفسي الناتج عنها.. لذلك حاول أن تضعها في الإطار الزمني الصحيح.. لن يظل الوضع على هذا النحو إلى الأبد.. بل إنها مرحلة عابرة ستستطيع تجاوزها.. إما بانتهاء المشكلة، أو بتحسن قدرتك على التعامل مع تحدياتها.. تصور المشكلة كحدث أبدي سيورث الشعور بانعدام الجدوى.. لذلك من الضروري أن تعتبر أن الأزمة نفسها أو المشقة الناتجة عنها ليست دائمة، بل قل لنفسك دائماً:
- إن هذه الأزمة سوف تمرّ.

3- السبب الصحيح:
أي من أين أتت هذه المشكلة؟
محاسبة النفس بهدف تطويرها أمر مفيد بالطبع، لكن هناك من يلجأ دائماً لجلد الذات كرد فعل تلقائي تجاه أي مشكلة.. كأن يقول لنفسه «أنا شخص فاشل» أو «أنا لا أستحق».. الإمعان في هذه الممارسة قد يؤدي إلى اليأس وإضعاف التقدير الذاتي وتقليل الشعور بالكفاءة.. فكر في أن سبب المشكلة ليست متأصلاً فيك.. ففي إمكانك تطوير نفسك، وقد يعود سبب المشكلة لعوامل خارجية لا يد لك فيها.. وعند الوقوع في أزمة نفسية، فإن هذا قد لا يكون الوقت المناسب للقسوة مع النفس. كن رفيقاً بنفسك حين تكون في أزمة.. ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به. بل قل لنفسك دائماً:
- هناك عوامل خارجية لا يد لي فيها.. ولا يجب محاسبة نفسي عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©