الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سعيد محمد.. «صانع الأمل»

سعيد محمد يقوم بتصليح كرسي متحرك في ورشته بمنزله (تصوير: محمد البلوشي)
19 فبراير 2021 00:23

خولة علي (دبي)

تسلح سعيد محمد بالإرادة والتحدي، وتغلب على إعاقته وطوّر مهارته، وأسس ورشة تصليح للكراسي المتحركة، التي تقدم خدمة إنسانية لأصحاب الهمم.
وقال: فكرة تعلم صيانة الكراسي المتحركة، بدأت أثناء فترة علاج في ألمانيا، استغرقت ستة أشهر، وخلال تلك الفترة، ونظراً لطبيعتي الرافضة للهزيمة والاستسلام للوضع الجديد الذي أنا مقبل عليه، فكرت أن أكون فرداً فعالاً في المجتمع، ونظراً لقيمة الكرسي المتحرك، وأهميته في ظروفي ووضعي الصحي، وجدت نفسي راغباً في التعرف على كل ما يتعلق به فنياً، فتردت خلال فترة العلاج وبشكل يومي، على ورشة في المستشفى متخصصة في كل ما يلزم من وسائل ومتطلبات لأصحاب الهمم.

ووجد سعيد أن هذا العمل يخفف هم كل من يعاني إعاقة حركية، فتوقف الكرسي عن الحركة بمثابة إيقاف وتعطل حياة من يستخدمه، وهنا كانت رؤيته أكثر إنسانية في كيفية تخفيف هذه المعاناة، التي قد يواجهها أصحاب الهمم، ولا يخفى على الجميع أن قيمة بعض أنواع الكرسي المتحرك باهظة، وهناك من لا يستطيع أن يشتري كرسياً جديداً، فيلجأ إلى التصليح وهناك بعض الشركات تطلب مبالغ كبيرة على تعديل قطع بسيطة جداً، موضحاً أنه من خلال المبادرة الإنسانية التي أطلقها. يجد السعادة في تقديم خدمة تطوعية خلال تصليح الكراسي المتحركة، بالسرعة المطلوبة، كما كان لهذا العمل الذي يمارسه دور في علاجه، حيث استطاع أن يحرك أصابعه في وقت كان يصعب عليّه تحريكها، وعدى عن السعادة النفسية والراحة التي يستشعرها وهو منغمس في عمل يرفع من خلاله معاناة الآخرين.

وعن المواقف التي أثرت في نفسه يقول: أتذكر حالة طفلة خلال رحلة علاجي في ألمانيا تبلغ 13 سنة تقريباً، حيث طلبت مني الطبيبة المساهمة في رفع معنوياتها، حيث كانت مصابة بشلل دماغي، ومقعدة، وقتها شدني كرسيها المتحرك، الذي يحتاج إلى تعديل، فطلبت جلب عدة التصليح، واستأذنت الممرضة أن تضع الطفلة على السرير حتى أقوم بتصليح الكرسي، ولا يمكن أن أصف مدى تأثر الطبيبة في لحظتها من هذا الموقف، طبعاً كان الكرسي لشخص كبير تم التبرع به لهذه الطفلة، لدرجة أن رجليها كانتا معلقتين، فقمت بتصغيره حتى يتوافق مع جسدها الصغير، وتم وضع الطفلة على الكرسي لتجربته، فبدأت السعادة ترسم ملامحها على وجه الطفلة، التي عبرت ببراءة عن رغبتها في أن أبقى معها لفترة، في مشهد مؤثر جداً، وعندها جلبت الطبيبة 13 كرسياً تحتاج إلى تصليح، فسرعان ما شمرت عن ساعدي، وبدأت التصليح الذي استغرق عدة ساعات، حتى انتهيت منها تمام. 

وحول طموح الإماراتي سعيد محمد يقول: أتمنى أن يكون هناك بعض الورش في مراكز لأصحاب الهمم، لتقديم خدماتها لكراسي وأدوات يحتاجها أصحاب الهمم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©