عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
شهد اليوم الأول لذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا تفوقاً فرنسياً إنجليزياً على الإسبان والألمان، إذ نجح باريس سان جيرمان في إسقاط برشلونة، في عقر داره بملعب «كامب نو»، برباعية سجل منها الظاهرة الفرنسية الجديدة كيليان مبابي 3 أهداف «هاتريك» في الدقائق 32 و65 و85، بينما سجل الإيطالي مويس كين رابع الأهداف في الدقيقة 70، مقابل هدف وحيد سجله الأرجنتيني ليونيل ميسي من ركلة جزاء بعد مرور27 دقيقة من بداية المباراة.
وفي المقابل تغلب ليفربول على أحزانه في المسابقة المحلية «البريميرليج»، ونجح في الفوز على منافسه الألماني لايبزج بهدفين نظيفين، الأول سجله المصري محمد صلاح في الدقيقة 53، والثاني أحرزه السنغالي ساديو ماني بعده بخمس دقائق فقط، بعد أن استفادا من خطأين كارثيين للدفاع الألماني، وسيطر «الريدز» على أغلب فترات المباراة، وقطع نصف الطريق للتأهل إلى ثمن نهائي البطولة.
وحاز لقاء «الصدمة» بين برشلونة وسان جيرمان على متابعة أوسع نطاقاً، نظراً لقوة الأداء وقمة الإثارة وكثرة الأهداف، بخلاف ضياع الكثير من الفرص من الطرفين، ما أعطى المباراة طابعاً مثيراً، ولم يظهر النجم ليونيل ميسي بالصورة المعروفة عنه، رغم تسجيله هدف فريقه الوحيد، نظراً لتعرضه لرقابة صارمة من جانب لاعبي وسط الفريق الباريسي. ونجح تير شتيجن في إنقاذ عرين «البارسا» في أكثر من كرة خطرة، ولولاه لتضاعفت النتيجة، كما نجح كيلور نافاس في الذود عن مرماه، ولكنه ارتكب خطأ كاد يكلفه هدفاً بقدم جريزمان.
وعكست المحاولات الهجومية الناجحة فارق المستوى الكبير بين الفريقين في المباراة، حيث لاحت للفريق الفرنسي 16 محاولة، بينها 8 محاولات تسديد على المرمى، بينما لم يسدد هجوم برشلونة سوى 4 كرات فقط على المرمى من 13 محاولة هجومية.
خرجت الصحافة الفرنسية عبر مواقعها الإلكترونية بعناوين تثني فيها على فريق العاصمة، ونجاحه في الرد على «ريمونتادا البارسا» في موسم 2016 -2017 بنتيجة 1-6 في الملعب نفسه «كامب نو»، ولتزداد فرصه في التأهل إلى دور الثمانية للبطولة.
وكتبت مجلة فرانس فوتبول، عنواناً يقول: باريس يضرب بقوة في «الكامب نو»، وعنواناً آخر: «هاتريك» مبابي يضع سان جيرمان على أعتاب ثمن النهائي، ووصفت هذا اللاعب الظاهرة بأنه «كائن فضائي». أما صحيفة «ليكيب» فكتبت تقول: «بي إس جي» يوجه رسالة قوية وواضحة إلى كل المنافسين، بينما وصف موقع جول العالمي، بنسخته الفرنسية، الفوز الكبير بأنه انتصار تاريخي لم يحدث في ملعب «البارسا» منذ عقود.
ونقلت شبكة «راديو وتليفزيون مونت كارلو سبورت» تصريحات بعض نجوم الفريقين حول المباراة، فقال الفرنسي أنطوان جريزمان الذي أضاع فرصة ذهبية في شوط المباراة الأول: كانوا أفضل منا وقدموا مباراة رائعة، حاولنا ولم ننجح، وستكون مباراة العودة معقدة جداً، ولكننا لن نذهب للفسحة على أية حال، وإنما نسعى للفوز وإصلاح الموقف، ولا يمكن أن أخفي سعادتي بما قدمه مبابى في المباراة. أما هذا الأخير صاحب «الهاتريك» فقد قال: ما حققناه شيء رائع في ليلة تاريخية، وسعداء بالنتيجة ولكننا لم نتأهل بعد.
أما ماورسيو بوكيتينو المدرب الجديد لـ «بي إس جي»، فقد صرح بقوله: علينا أن نكون منطقيين، فما زلت هناك 90 دقيقة أخرى، لابد أن نجهز أنفسنا لها جيداً، مبابى من نجوم العالم الكبار رغم صغر سنه، ولكن برشلونة فريق يملك لاعبين كباراً أيضاً وجهازاً فنياً محترماً، وعلينا أن نلعب بالكثافة نفسها والتركيز في العودة.
أما البرازيلي ماركينيوس نجم دفاع باريس، فقال: لا وجود للكمال في كرة القدم، وعلينا أن نكون على حذر في مباراة العودة.
ولم يكن رونالد كومان مدرب برشلونة سعيداً، وهو يتحدث خلال المؤتمر الصحفي، واعترف بأنه مسؤول مسؤولية كاملة عن الخسارة، وقال: حاولنا أن نكون نداً لهم ولكنهم تفوقوا علينا، ارتكبنا أخطاءً كثيرة على مستوى الدفاع، وأضعنا بعض الفرص التي كانت كفيلة بتعديل الموقف. وأضاف: نمر بمرحلة انتقالية، ووارد أن يحدث فيها ذلك، وأشار إلى صعوبة المهمة في مباراة العودة، بعد أن كانت الخسارة في معقل البارسا بـ «الكامب نو».
واعترف في نهاية تصريحاته بأن الأمر صعب جداً، بل ومعقد للغاية، بعد هذه النتيجة الثقيلة، ولكنه وعد بمحاولة تصحيح الأخطاء.
أشادت الصحافة العالمية بـ «ثلاثية» كيليان مبابي، التي تركت انطباعاً رائعاً أيضاً على شبكات التواصل الاجتماعي وبين نجوم العالم، حيث وصفه البعض على تويتر وإنستجرام بأنه «بيليه الجديد» ونقلت «فرانس فوتبول» مقتطفات لتغريدات عدد من النجوم، منهم النجم الإنجليزي راشفورد الذي كتب: يالها من لياقة بدنية وفنية وسرعة، ومواطنه سانشو الذي قال: كليان لاعب رائع.
