سوف أقدِّم لنفسي وردة، وأصفق لكل عيد وفرح، لا يعنينا اسم العيد، أو شكله، أو وقته، أو زمنه إن جاء في الشتاء أو الصيف؛ عيد الحب (الفالنتاين) أو عيد الشجرة، عيد الأم أو الأب، عيد الغافة أو السدرة، أي عيد كان، فهو جميل ورائع، وعلينا أن نصفق له، نفرح بالإنسان المحب للحياة والجمال الذي يخترع أعياداً ومناسبات جميلة، هذا الإنسان طائر الفرح، صانع السعادة، وحده يستحق الثناء والشكر، خاصة في أزمنة الكدر والمرض وأخبار السم والحروب التي تبثها وسائل إعلامية متخصصة في صنع الضجر والهم والغم.
الإنسان الباعث على الفرح والنظرة للحياة بعين التفاؤل والأمل والحب أجمل كثيراً من السوداوي صانع مواعظ الرماد، والزاعق ليل نهار في الناس بأن الحياة فانية، وأن السواد حماية لهم من الفرح، والحاصي للأيام والواقف على أطراف أصابعه، منتظراً أن يرحل عن الحياة، ما أصعب هذا الناشر للكدر والخوف والرعب من عذابات القبور، في المقابل هناك الإنسان الجميل الذي يخترع بساتين الفرح وحقوله إن لم توجد، في كل مناسبة له تخريجات تزرع الأمل وحب الحياة، هذا عيد الحب (الفالنتاين) فكرة جميلة بحيث يكون للسعادة والحب عيد، وكذلك عيد مع الزهور والورود، جميل أن تزدان كل الدروب والزوايا والمحال والأماكن الجميلة بباقات الورود، ماذا سوف ينقص من هذا الإنسان أن يحمل وردة، وأن يقدمها لنفسه إذا لم يكن له حبيب، أن يقدمها لوالدته أو أخته أو أبيه؟ بل أن يقدم زهرة لذلك العامل الذي يزين الجدران بالألوان الجميلة، أو العامل الذي ينظف الشوارع والطرقات والميادين، أو عامل يعرق، ويتعب في عمله من أجل حياة كريمة، كل هؤلاء يستحقون الفرح، يستحقون أن يصنع لهم ألف عيد، وحدهم أولئك السوداويون المحاربون للأعياد لهم أخبار البوم والغربان ومرض العصر هذا، أما المحبون للحياة والجمال، فلهم ألف عيد وعيد، مرحباً بكل عيد يبعث الفرح والسعادة والأمل، سواء عيد الحب، أو عيد الزهور، أو عيد النوروز الذي تحتفل به بعض أقطار آسيا، بل حتى عيد شم النسيم في مصر هو محطة جميلة في كسر رتم الحياة والفرح مع الناس في الميادين والحدائق والمنتزهات، هذه المناسبات الجميلة رائعة في بعث روح حب للحياة وتجديدها والاقتراب من بعض لزرع أمل جديد، كل الأعياد لا تنشر غير الحب والصفاء والجمال مهما كان اسمها ومناسبتها.
سوف أحمل وردة حمراء، أو أي لون وأقدمها للريح، للنورس، لحمامة جميلة تأتي في المساء، ولعصفورة النار والثلج، تلك التي تنسج خيوط الشمس لتصنع منها سلة حب وأمل وزهو. وردة حمراء، زهرة وردية اللون، سلة من كل الألوان نحتاجها الآن لنصنع واقعاً رائعاً لنغير واقعاً ورتم حياة، ولا سيما في هذا الوقت وأخباره المتعبة.