الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يحرق تركيا بـ«نيران الاستقطاب» لإنقاذ شعبيته المتداعية

أردوغان يحرق تركيا بـ«نيران الاستقطاب» لإنقاذ شعبيته المتداعية
15 فبراير 2021 00:04

دينا محمود (لندن)

في ظل نتائج استطلاعات الرأي التي تؤكد انهيار شعبية نظامه الحاكم، ينخرط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في محاولة يائسة لإعادة كسب تأييد الناخبين ذوي التوجهات المحافظة، عبر شن حرب شعواء ضد المشاركين في الاحتجاجات الطلابية المتصاعدة ضده في مدينة إسطنبول.
وتُنذر هذه الحملة، التي تشمل وصف المحتجين بـ«الإرهابيين والمخربين، الذين يسعون لتقويض قيم المجتمع التركي وأخلاقياته»، بزيادة حدة الاستقطاب الراهن في تركيا، وتعميق الانقسامات السياسية والثقافية في أراضيها، خصوصاً مع تنامي سخط شرائح مجتمعية متعددة، على سياسات النظام الحاكم الفاشلة داخلياً، ومغامراته العسكرية على الصعيد الخارجي.
ويسعى أردوغان من وراء حملته، إلى صرف انتباه الأتراك، عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في بلادهم، وتدهور الأوضاع المعيشية، التي تتجسد في ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتزايد معدلات البطالة، لا سيما بين الخريجين الجدد.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الأميركي الإخباري، أكد «إدجار سار»، أحد مؤسسي مركز «إسطنبول» للدراسات والأبحاث في تركيا، أن أردوغان طالما استفاد من هذا التكتيك الذي يقوم على إذكاء الانقسامات في المجتمع، لضمان تأييد حصة لا بأس بها من الناخبين له ولنظامه.
لكن «سار» حذر من أن هذا الأسلوب قد يؤتي هذه المرة بنتائج عكسية، بسبب «حالة الركود التي يمر بها الاقتصاد التركي، وتصاعد الانتقادات الموجهة للنظام، على خلفية فشله في مواجهة أزمة وباء كورونا».
وقال المحلل التركي: «إن الحملة الشرسة التي تشنها السلطات الحاكمة ضد محتجي إسطنبول، ممن ينددون بتعيين شخصية مقربة من النظام رئيسا لجامعة (البوسفور) العريقة ذات التوجهات الليبرالية، تؤكد إدراك أردوغان أنه يخوض صراعاً صفرياً، لم يعد بوسعه تحمل الهزيمة فيه»، بعد التراجع الحاد في شعبيته، وخسارة حزبه «العدالة والتنمية» الانتخابات المحلية الأخيرة، في كثير من المدن الرئيسة.
ويشير «سار» وغيره من المحللين، إلى أن الرئيس التركي يحاول في الفترة الراهنة، الربط بين التظاهرات الحالية والانتفاضة الجماهيرية التي شهدتها إسطنبول عام 2013، وعُرِفَت باسم «احتجاجات ميدان تقسيم»، بهدف تشويه صورة المشاركين فيها، ووصمهم بأنهم «متآمرون مدعومون من الخارج».
ورغم وجود اختلافات متعددة بين الحدثين، فإن المحللين الأتراك يشددون على أن العامل المشترك بينهما، يتمثل في أنهما أثارا مخاوف أردوغان، من إمكانية مواجهة نظامه خطر اندلاع انتفاضة شعبية واسعة النطاق، تهدده بالسقوط.
ونقل «أل مونيتور» عن آيكان آردمير، المسؤول عن القسم الخاص بتركيا في مركز «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» للدراسات في واشنطن قوله: «إن الرئيس التركي يشعر الآن بالقلق على نحو خاص، بفعل نجاح الشباب العلمانيين والمتدينين، في إيجاد أرضية مشتركة بينهما، لمعارضة نظامه المستبد»، في إشارة إلى أن احتجاجات جامعة «البوسفور»، تشهد مشاركة الطلاب باختلاف انتماءاتهم السياسية، وخلفياتهم الاجتماعية والدينية.
وأكد آردمير أن هذا التآزر، يزيد من صعوبة مهمة أردوغان، ويُفسد تكتيكاته التقليدية القائمة على إذكاء الانقسامات وبث الفرقة في المجتمع، نظراً لأن «الشباب ذوي التوجهات الدينية يتحملون مثلهم مثل أقرانهم العلمانيين، وطأة الأزمة الحالية، بما يشمل شح فرص العمل وتراجع القدرة الشرائية، وهو ما يقلل من فرص استجابتهم لدعوات التحريض التي يطلقها الرئيس المستبد ضد معارضيه التقليديين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©