لم يعُد يخفى على أحد ما للرياضة من أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، فقد حفِلت ذاكرة العالم بالمعلومات والدراسات، التي تعكس قيمها وأثرها في صحة الفرد والمجتمع. ومنذ العصور القديمة عرف الإنسان نشاطات بدنية عدة، تمثلت في الفروسية والرماية والسباحة وغيرها؛ وظلّت الأنشطة تتطور مع تطور المجتمعات وتتناقل عبر الحضارات حتى أصبح العالم المعاصر مليئًا بالرياضات المتنوعة. 
ومع ذلك، نجِد المشكلات الصحية في تزايد مستمر، وأزمة البدانة قد عصفت بالكثير من الناس على مستوى العالم، وقد نجَم عنها العديد من الأمراض التي تتفاوت في خطورتها، مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر والمفاصل، فضلًا عن الأمراض النفسية الأخرى. وكل هذه المشكلات تُلقي بظلالها على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية؛ ما ينعكس بدوره على تنمية المجتمع، وصحة أفراده. 
وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة صحة الأفراد أهمية كبيرة؛ وتعمل على توفير شتّى السبل الممكنة وتشجيع كل الممارسات التي تساعد الجميع على عيش حياةٍ خالية من الأمراض؛ ومن بينها بالطبع ممارسة الأنشطة الرياضية. 
وفي هذا الإطار، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دعوةً إلى جميع أفراد المجتمع لاتخاذ الرياضة أسلوب حياة، حتى لو كانت في أبسط أشكالها؛ نظرًا لما يشكّله الحفاظ على ممارسة النشاط البدني من أهمية في الحفاظ على مجتمع صحي وحيوي قادر على العطاء.
وقال سموه في فيديو عبر حسابه في «إنستغرام» ضمن وسم #ومضات_قيادية، الذي يستعرض فيه سموه جانبًا من خبراته الحياتية والعملية وتجاربه ورؤيته القيادية: «أريد لشعبي أن يتمتع بلياقة بدنية عالية» وأضاف سموه: «لا تجلس خاملًا، وإلا ستكون قد خرجت من السباق، وستتحول إلى كسول وستكون بائسًا، الكسول لن ينتج أي شيء.. النشاط أسلوب حياة».
وقد وفّرت الدولة الإمكانات الداعمة والمرافق الصحية على اختلافها، من منشآت رياضية، ومضامير الدراجات الهوائية في مختلف المناطق، وملاعب ومضامير الجري في الحدائق العامة وعلى شواطئ البحر، إلى جانب العديد من المبادرات المحفزة والمهرجانات الرياضية الممتعة التي تزخر بها الدولة كل عام، وسخّرتها من أجل تشجيع السكان، من مواطنين ومقيمين وزوار، على ممارسة الرياضة وجعْلها أسلوب حياة؛ للحفاظ على صحة المجتمع وحيويته. 
وبفضل ما تتمتع به دولة الإمارات من بنية تحتية متكاملة، صارت واحدة من أهم الوجهات الجاذبة لتنظيم كبرى البطولات والفعاليات الرياضية، ووجهة رئيسية لاستضافة الفعاليات ذات البعد الإنساني والاجتماعي والرياضي والاقتصادي، حيث يمثّل «طواف الإمارات» -الحدث الذي يقام خلال الفترة من 21 إلى27 فبراير الجاري- نموذجًا مميزًا للنجاحات الوطنية المستمرة بأصداء عالمية، وهو السباق العالمي الوحيد المصنّف في سلسة «ورلد تور» في الشرق الأوسط، الذي يؤكد مكانة الدولة وريادتها العالمية، ودورها في استقطاب وجذب أهم الفعاليات والمناسبات الدولية. كما يبرهن على جهود الدولة في تحقيق التقارب والتلاقي بين الشعوب في الإمارات؛ موطن السلام والتسامح.
إن دولة الإمارات ومن خلال ما تقدمه من صور الرعاية والاهتمام بقطاع الرياضة، حريصة على إيجاد السبل كافة التي تضمَن لجميع أفراد المجتمع حياة صحية هانئة توفر لهم أسباب السعادة، وتمدهم بالقدرة على العمل والعطاء والإنجاز، بما يعود بالخير عليهم وعلى أسرهم، ومجتمعهم، ووطنهم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية