كتب كثُر عن منجز الإمارات الكبير «مسبار الأمل» الذي وصل إلى المريخ، وتناقلت كبرى وسائل الإعلام العالمية ما حققته الإمارات التي أصبحت خامس دولة تصل للكوكب الأحمر. لكن ما لفتني أيضاً هو ما قاله قادة الإمارات الذين أكدوا أن هذا المنجز هو عربي بامتياز وباركوا للشعوب العربية، وأكدوا أن الإمارات حققت طموحات العرب الذين وصلوا لأول مرة في تاريخهم لأبعد مكان في الفضاء الخارجي. فحرص الإمارات على التأكيد على أن ما تحققه في المجالات كافة يحسب للشعب العربي أينما وجد، والإمارات استطاعت التذكير بأمجاد العرب وأعادت للدور العربي هيبته ومكانته في كتابة التاريخ، وذلك ما افتقدناه في الفترة الأخيرة، لكل ذلك فواجب على كل عربي أن يتبنى هذا المنجز ويعده مصدر فخر له، فالإمارات هي التي حققته وما نحققه هو لفائدة العرب قاطبة.
ومما يحسب لدولة الإمارات أنها استطاعت أن تؤهل فريقاً إماراتياً دربته على مدى سنوات طويلة، ليكون فريق التحكم فريقاً إماراتياً بالكامل، بالإضافة لفرق الدراسات والتخطيط والتنفيذ، ليكون بحق مشروعاً إماراتياً متكاملاً يمهد لما يأتي بعده. فالاستثمار في البشر وفي المواطن الإماراتي غاية وهدف أساسي لقيادة الإمارات، وقد تحقق ذلك بالنسبة لمشاريع الفضاء مع تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء، ثم برامج نقل المعرفة، لتنطلق سلسلة من الأقمار الاصطناعية، وليأتي بعدها أول قمر اصطناعي للاستشعار. وبالمناسبة، فقد صمم هذا القمر وصُنع في الإمارات، ثم انطلق هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وهو أول إماراتي يصل للفضاء، وليس نهاية بإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، ثم وصوله إلى مداره. 
ما أردت التأكيد عليه هو أن ما تقوم به الإمارات عبارة عن مشروع متكامل مخطط له وليس مجرد مشروع منفرد، فالهدف كبير وهو أن تكون الإمارات رائدة في مجال اكتشاف الفضاء، وبكل تأكيد ستنجح الإمارات مستقبلاً في بناء مستوطنة بشرية على المريخ. فالإمارات، وببساطة، انطلقت وقد سبق لها تحقيق المستحيل على كافة الأصعدة.
نجاح الإمارات يتجلى أيضاً في كونها أول دولة تنجح تجربتها الأولى في دخول مدار المريخ، حيث فشلت كثير من الدول في تجاربها الأولى. لكننا، ونتيجة التخطيط المحكم حتى في اختيار دولة الإطلاق، وكانت اليابان التي تتوافر فيها ظروف الإطلاق والمساحات البحرية الواسعة التي تمنع الإضرار بالبشر نتيجة سقوط بقايا الصواريخ.. كل ذلك التخطيط أثمر في تحقيق النجاح من خلال غرفة التحكم في منطقة الخوانيج بدبي، حيث نجح الفريق الإماراتي بقيادة تلك المهمة باقتدار وكفاءة عاليتين جداً. 
نحن في دولة الإمارات نعمل بكل جهد على تحقيق أهدافنا في كافة المجالات خاصة العلمية منها، وطبعاً ككل الطامحين نبني على التجارب البشرية السابقة، ولا نكتفي بذلك، بل نعمل على استقصاء آخر ما توصلت له البشرية من علوم ودراسات، ونبني شراكات مع أهم وأعرق الجامعات والمراكز العلمية والبحثية. فمن يريد أن يحقق السبق، عليه أن يكتسب أحدث العلوم، ونحن نشارك الأفضل في هذا العالم، وبهذا نستطيع تحقيق المنجزات. لم تحقق الإمارات ما حققته من مكانة عربية وعالمية إلا من التخطيط ومواكبة الأحداث بهدف تحقيق السبق. وفي ظل نجاحاتنا قد نسمع بعض الأصوات النشاز التي تريد التشكيك في هذا المنجز المهم الذي تم تحقيقه، أو تحاول التقليل منه أو من منجزات أخرى. ومصدر هذه الأصوات معروف، لكن تلك الأصوات سرعان ما ستصمت أمام التطور والتقدم وحجم الإنجازات التي تحققها الإمارات لشعبها وللشعوب العربية. ويحق لكل عربي أن يفخر ببلده الثاني الإمارات؛ فتفوقنا هو تفوق العرب جميعاً.

*كاتب إماراتي