الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أكشن إماراتي.. إنجازات فضائية بامتياز

أكشن إماراتي.. إنجازات فضائية بامتياز
10 فبراير 2021 00:27

كانت الثورات الصناعية نقطة تحول رئيسية في تاريخ العالم الحديث. لقد غيروا وجه التاريخ وشكلوا المستقبل. لقد دشنت حقبة جديدة من النمو الاقتصادي المستمر، وهيكلة السمات الاقتصادية والاجتماعية. لقد نقلت البشرية من الصناعات الحرفية اليدوية، وبيئة زراعية المنشأ، إلى عالم التصنيع والإنتاج. لم يكن هذا الحراك نتيجة الصدفة، بل كان نتيجة بركان علمي مبتكر، لسياق سياسي وثقافي، والذي خلق بيئة مواتية للابتكار والاستكشاف والاختراع. وبين الثورة الصناعية الأولى في استخدام الماء والطاقة البخارية لميكنة الإنتاج، والثورة الرابعة التي نعيش فيها التي تدمج التقنيات التي تطمس الحدود بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية. يهز عالم الاستكشاف حالياً اقتصادنا الوطني من خلال البحث والتطوير، في سياق الاختراق لمنطقة واسعة. هذا جزء من التغيرات في الاقتصاد العالمي واتجاهاته، تظهر فرص واعدة، وقد تكون سمات مميزة لثورة علمية. فمنذ أول أثر للإنسان على القمر، تزايد الاهتمام باستكشاف الفضاء بشكل كبير، وتم تخصيص مليارات الدولارات من خلال قناة البحث والاستكشاف.
في هذا السياق، يمثل إنشاء وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014 علامة فارقة في تاريخها الحديث نحو اختراق في قطاع صناعة الفضاء، ودعم البحث والتطوير لتحقيق إيقاعات تنمية اقتصادية متسقة. ليس هذا فقط، ولكن تماشياً مع هذا النهج الجريء، استثمرت في تطوير وتدريب كوادرها الوطنية كرواد فضاء لتحقيق تطلعات البلاد في استكشاف الفضاء. كان إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية حدثًا تاريخيًا.
وتقوم استراتيجيتها المتكاملة على تطوير وتنظيم قطاع الفضاء وإدارة البرامج التي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ومساهمة الدولة في الجهود العلمية والتعاون الدولي. وعليه، لا يمكن نسيان يوم 20 يوليو من العام الماضي، فقد دخلت الإمارات رسميًا في سباق اكتشاف المريخ، حيث أرسلت مسبار الأمل الفضائي في رحلة بحثية لاكتشاف ودراسة الطقس والمناخ حول الكوكب الأحمر. وهكذا، على التعاقب، يبدأ الأكشن الإماراتي «العرب إلى المريخ».
باختصار، إن ظهور ثورة جديدة مؤشر على أن التطور العلمي المحيط بنا قد وصل إلى مرحلة عالية من الكفاءة لتتجاوزه. لذلك، إذا كانت هناك ثورات صناعية أو علمية أدت إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية، فإن جهلنا بدراستها يجعلنا نحتفظ بما يحدث في العالم المتقدم كمستهلكين. وعليه، فإن خطوات الإمارات، نتيجة السياق السياسي والثقافي، تتجاوز أشعتها العلمية حدودها وتبحر في آفاقها الواسعة للاستكشاف عبر مسبار الأمل الذي انطلق بقواعد عقلية وطنية. في سياق هذا التوجه، هل يستطيع برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء تغيير المعادلة وتحقيق تقدم علمي يتجاوز حدود الاستهلاك نحو عالم الإسهامات العلمية وامتيازات الإنتاج؟

*  د . يحيى زكريا الشحي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©