عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
يمر فريق إنتر ميلان بمفترق طرق مهم جداً في مسيرة الموسم الحالي، خاصة على مستوى «الكالشيو»، الذي يعتبر «طوق النجاة» لمدربه كونتي، من أجل استمرار مشروعه مع «الأفاعي»، وعندما يُحذّر أسطورة «النيرآزوري»، جوزيبي بيرجومي، من مواجهة لاتسيو القادمة، فإن عشاق إنتر وإدارييه سيستمعون لكلمات أيقونتهم التاريخي بالتأكيد، الذي يُعد أحد أفضل مدافعي الكرة الإيطالية عبر التاريخ، بعدما لعب في جميع مراكز الخط الخلفي، من الليبرو إلى قلب الدفاع، وبين الظهيرين، الأيمن والأيسر.
الطريف أن شهرة بيرجومي لم تأتِ في البداية بسبب موهبته وقدراته الرائعة، بل كان شاربه الضخم هو السبب، لأن شاباً في الـ14 من عمره، أُطلق عليه لقب «العم» آنذاك، لأن هيئته كانت تمنحه عمراً يفوق الحقيقي بعشر سنوات على الأقل، والغريب أنه تعرض للكثير من المشاكل بسبب شاربه، لدرجة أن مدربي الفرق المنافسة في بطولات الناشئين، كانوا يطلبون الاطلاع أولاً على بطاقة «بيبي» قبل خوض المباريات، ظناً منهم بوجود خدعة من جانب «الإنتر»، لإشراك لاعب من الفريق الأول مع فرق الناشين!
جوزيبي تجاوز هذا الأمر لاحقاً بعدما تخلى عن شاربه، وبدأت موهبته تفرض نفسها على الجميع في إيطاليا، بدليل انضمامه إلى المنتخب الأول في عمر 18 عاماً، والتتويج معه بكأس العالم 1982، بعدما شارك في تسجيل هدف تارديلي الثاني، وقضى تماماً على خطورة رومينيجه الألماني في المباراة النهائية، ليكون أحد أصغر اللاعبين المتوجين بالمونديال العالمي، الذي شهد مشاركته في 4 نسخ مختلفة، كان آخرها عام 1998.
ولم يكتفِ بيرجومي بأدوار مركزه في الخط الخلفي، بل كان مدافعاً عصرياً يُسجل الأهداف ويساهم في صناعتها بصورة مدهشة، حيث أحرز 28 هدفاً مع «الأفاعي» و6 أهداف مع «الآزوري»، ويُذكر أنه خلال مراحل الناشئين، سجل أكثر من 50 هدفاً في مواسمه الأولى، مما أهله للعب مع الفريق الأول في عمر 16 عاماً فقط، وبقي في صفوف «النيرآزوري» طوال 20 عاماً، رافضاً كل عروض الانتقال إلى فرق أخرى، ليصبح أحد أبرز أساطيره عبر التاريخ، بعدما حصد معه 6 بطولات، بينها ثلاثية قياسية في «كأس يويفا» القارية، بجانب حصد لقب واحد في «سيري آ» عام 1989.
