في هذا اليوم الثلاثاء، الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، سيدخل «مسبار الأمل» مدار الكوكب الأحمر (المريخ)، لنكون نحن والعالم على موعد تاريخيّ مشهود مع حدث استثنائيّ بكل المعاني، دام انتظاره سبعة أشهر بدءاً من تاريخ إطلاقه في العشرين من يوليو الماضي. لا شك في أنها لحظة فارقة مشحونة بالعواطف الجياشة التي سيظل مؤشرها في صعود طوال المراحل العلميّة المتعاقبة التي سيمر بها المسبار ابتداءً من هذا المساء، وصولاً إلى مرحلة إنجاز المهمّة والنجاح بتسلم «أول صورة كاملة على الإطلاق للغلاف الجوي للمريخ»، كما أفاد مسؤولون في مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء بالدولة.
اليوم ستفوز دولة الإمارات العربية المتحدة في السباق بوصول مسبارها الذي يعدّ الأول في دخوله لمدار الالتقاط، وهو الأقرب إلى الكوكب الأحمر. وإن خطوة علميّة كهذه في الفضاء، تعني خطوات عملاقة على الأرض للإمارات والعالم. وهذا ما نجد تلخيصه بعبارة بليغة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قالها بالمناسبة: «الخروج من مجال الجاذبية الأرضية هو دخول في مرحلة جديدة من تاريخ إنجازاتنا العلمية». 
وسيقدّم «مسبار الأمل» للبشرية معلومات غير مسبوقة تاريخياً عن المريخ. فالكوكب الأحمر، وفقاً للدراسات العلميّة، شبيه بكوكب الأرض من حيث توفره على عوامل يُرجَّح أنها تسمح بالحياة على سطحه كعنصري الأوكسجين والماء، لكن مناخه تغيّر بمرور الوقت، ودائماً حسب الدراسات العلميّة، بفعل عوامل طبيعية أدت إلى خفض نسبة العنصرين، مما أفقده ميزة إمكان الحياة عليه.
لم ترد دولة الإمارات العربية المتحدة لأسئلتها العلميّة أن تكون تكراراً لأسئلة غيرها ممن راودوا الكوكب الأحمر عن أسراره، بل أرادت لأسئلتها الجِدَّةَ والتميزَ والريادةَ.. أي أن تكون أسئلة جديدة غير مطروقة سابقاً من أية جهة في المجال. هذا ما كشفت عنه وتضمنته المناقشات المطوّلة التي جرت على مدى سنوات سبقت تجسيد فكرة «مسبار الأمل» التي ولدت في إحدى الخلوات الوزارية لعام 2014. لكن ما الذي سيقدمه «مسبار الأمل» على الصعيد الداخلي للإمارات؟ 
سوف يشكِّل تغيّراً كبيراً في مسيرة التنمية الوطنية عبر دخول قطاع الفضاء من أوسع أبوابه، خصوصاً في مجال اقتصاد المعرفة، بحيث تصبح الإمارات دولة منتجة للمعرفة، وقادرة على ترسيخ مكانتها في المجتمع الدولي، باعتبارها دولة فاعلة ومساهمة في تقدم البشرية.