الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نشيدنا الأمل

نشيدنا الأمل
8 فبراير 2021 00:18

بدءاً من الحرف الأول للعزف، وليس انتهاءً لمداه، ولا نهايات لسمائه الممتدة بالزرقة المُلهمة، ونحو ما يُستطاع من التعلّق والشوق الساكن أعماق الروح، ونحو الحب منتهى الحب لأنه أوله ومنتهاه، يصير أن نستنطق اللحظة، وأن نستحضر الأيام والأعوام والأنغام والإلهام والهُيام بصفته القيمة الأعلى لهذا العشق الأبدي المشروع، والمهمة الأسمى لقلوبنا كلّنا الذين نتقاطع في العيش، ونتشارك الهواء، ونمضي بأحلامنا نحو ما تحقق، وفي انتظار ما ستأتي به الأيام وهو خير، وانسجام، وسلام، وعطاءٌ لا ينقطع.
نشيدنا الأمل لأننا نعرفُ أن الأمل طاقة من ضوء تصل القلوب فتُطلق ابتسامتها الخجلى، وتسير باتجاه الريح نحو ما يفيض من الوفاء، ومن التفاؤل والغناء، حين نزرع الأمل نحصد الفرح، وحين نفرح نُطلق أسراب الجمال والاحتفال، يشدو الخيال أعذب الأشعار، ويكون للقصائد وهج اللحظة، وبهاء الاحتفاء، وعذوبة الامتنان لكل شيء، للأرض، للسماء، للفضاءات المشرّعة ِعلى الألوان المُبهجة، والمُطلّة على شواطئ الإنجازات العظيمة، هي الحكاية الأسمى للانتظارات البهيّة.
ولأننا ننشد للأمل، ونعرف أنه يفتح بوابات التاريخ، ويصنع الفرق في كل شيء، الفرق في الحضور، وفي الأثر، وفي التأثير، وفي المكان ووعي الزمان وسكونه وصخبه، في مده وجزره في انثنائه وانتشائه، وجماله وبهائه، وافتتانه وانتمائه، هو الأمل الذي يصنع التاريخ الذي يرسمه الرجال وفق رؤى واستراتيجيات وخطط، وبناءٍ عظيم لا يسكُن.
ولأننا ننشد الأمل.. غداً يكتب التاريخ لحظة الانبلاج للضوء، للإنجاز الوطني العظيم، للإمارات ونشيد المجد والعطاءات الزمنية الذاهبة هناكَ حيثُ تتجّه قلوبنا، وعيوننا، وتنطلق دعواتنا، وأمنياتنا بأن يحقق الله تعالى النتائج المرتقبة، هناك َ حيث تتحقق الأحلام، وتضيء الكواكب اسم الإمارات وطن العبور نحو اجتياز المستحيلات، حيث المركز الأول، والحصاد العظيم، الإمارات موطن الإنسان والتعايش والحضور الآسر، اللاّفت والمثير للإعجاب والدهشة والحب الخالص، والفخر بأن هذا الوطن واحة للحياة المُكتظة بالبناء للمستقبل، وللحاضر، وللتاريخ الذي يروي حكايات المعجزات الإنسانية الفارقةِ ذات العمق الأصيل..
يوم غدٍ في التاسع من هذا الشهر، في الموعد المحدّد لمعانقة الكواكب والنجوم، واحتضان المجد من أبوابه الواسعة، يوم غدٍ سيُكتب اسم وطني دولة الإمارات العربية المتحدة في سجلاّت التاريخ حين يحط مسبار الأمل على المريخ ليضع العرب والحضارة العربية المكانة الأسمى، وتُستذكر جهود العلماء الذين أضاؤوا العالم بعلمهم، وفلسفتهم، ومنطقهم، واختراعاتهم، ووضعوا اللّبنات الأولى للعلم، غداً يتحقق طموح زايد الخير، رحمه الله، بجهود أبنائه وإصرارهم وأحلامهم العظيمة التي توقظ الضوء، لتُنير السماء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©