في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية التي أنهكت، وفتتت صخرة الحلم الكوني، تبدو الإمارات كزهرة اللوتس التي خرجت من أحشاء الطين، لتفرد وريقات التألق، ولينتشي العالم بعطر هذه الزهرة، ولونها الخلاب، لأن من زرع هذه الزهرة، كان على وعي تام بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف، والإنسان كما قال نيتشه: «حبل ممدود بين لا نهايتين»، وهي هكذا الإمارات تمتد في المدى، مداً أزلياً، تطور طاقتها ذاتياً، وبإرادة الأوفياء الذين تكاتفوا، ووقفوا جنباً بجنب، وفي مختلف المؤسسات والوزارات، والدوائر الحكومية، كما وتضافرت الجهود الرسمية الشعبية في عقد فريد واحد، ما أكد أن هذه الأرض هي أرض عناقيد النخل، تسند بعضها بعضاً، لتهب الحياة، أبدية البقاء.
هكذا هي الإمارات، وهي في خضم الجائحة الصحية العالمية، تمضي قدماً في تسديد الخطوات، وتثبيت الأقدام على قاعدة راسخة، مضمونها أن نستمر في الحلم، ليبقى الطموح شجرة وارفة الظلال، ويبقى الإنسان هو ذلك الساقي الذي يروي الضمير بعذب المناهل، ولم يجد الإنسان المقيم على هذه الأرض، ما يعسر الحياة، أو يكدر الخاطر، أثناء ما كانت الجائحة في ذروة عنفوانها، لأن الإيمان بأن الإرادة، والتصميم هما طوق النجاة من هذا الوباء العظيم، الأمر الذي جعل التفاؤل طريق الوصول إلى مرافئ العافية، وأن وقفة العشاق بصفاء السريرة، ونقاء القريحة، هو ذلك الأكسير الذي ارتفع بالهامات عالياً، وهو الذي أتلى بالمقامات لتطال شغاف السحابة، وتدنو من وميض النجمة، وتصبح الإمارات الدولة التي خرجت من الغمة إلى نعمة التجربة، وهي لا شك تجربة ثرية، أغنت الوعي بكثير من الإضاءات.
الإضاءات التي ستعبر بالإمارات نحو غايات النجاح في مجمل القضايا التي تصب في رفاهية الناس الذين ينتمون إلى أرضها والآخرون الذين تستضيفهم كإخوة يشاركوننا الهم، ويتقاسمون معنا لقمة العيش.
الإمارات الأسبق في التعافي، لأنها الأسبق في التلاحم، والانسجام مع الظرف، كحالة لا بد وأن يتكيف معها الجميع، بانضباط والتزام أخلاقي، يزيح عن الكاهل حمل الهم، ويتحول الألم إلى عافية تحمل أصحابها إلى آفاق التقدم، والنجاح، والفوز بثمرات الصبر والجلد.
الإمارات الأكثر تعافياً، لأنها الأكثر شفافية، والأكثر واقعية بما ألم بالعالم، واعتبار ما حدث ليس أكثر من سحابة صيف، ولابد وأن تنقشع، ويزول ظلامها.