الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان: اغتيال ناشط بارز مناهض لـ«حزب الله»

أهالي ضحايا انفجار بيروت ينددون بمماطلة السلطات ويرفعون شعارات مناهضة لـ»حزب الله» بعد مقتل الناشط لقمان سليم (أ ف ب)
5 فبراير 2021 01:12

شادي صلاح الدين، وكالات (بيروت) 

أفادت مصادر أمنية وعائلة الناشط اللبناني البارز لقمان سليم، الذي كان من أشد المنتقدين لميليشيا «حزب الله»، بأنه عُثر عليه مقتولاً في سيارة بجنوب البلاد، أمس، في أول اغتيال لناشط بارز منذ سنوات. ووصفت السفيرة الفرنسية لدى بيروت والمسؤولون اللبنانيون والرئيس الحادث بأنه اغتيال.
وذكر قاض يتابع القضية أن الجثة بها أربع رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر. وقال أحد المصدرين الأمنيين: «إن هاتف سليم عثر عليه في وقت سابق على جانب طريق في جنوب لبنان». 
وأدار سليم، الذي كان في أواخر الخمسينيات من العمر، مركزاً للأبحاث وأعد أفلاماً وثائقية مع زوجته، وقاد جهوداً لبناء أرشيف عن الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت من عام 1975 إلى 1990.
وانتقد ما وصفه بأساليب «حزب الله» الترهيبية ومحاولاته احتكار السياسة في لبنان. وألمحت شقيقته إلى أن سليم قُتل لهذا السبب.
وشوهد سليم آخر مرة بعد مغادرته منزل شاعر صديقه مساء أمس الأول. وقالت زوجته: «إنه اختفى بين عشية وضحاها، ولا يرد على هاتفه».
وطالبت منظمة العفو الدولية، كما طالب دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة، وكذلك رالف تاراف سفير الاتحاد الأوروبي لدى لبنان بإجراء تحقيق. وكتب تاراف على «تويتر»: «نستنكر ثقافة الإفلات من العقاب السائدة».
وقال مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية «سكايز»: إنه يخشى «طمس حقائق» الجريمة، ومحاولات أخرى لتصفية «رموز الفكر السياسي الحر والمعارض».
وتأسس المركز بعد مقتل الصحفي سمير قصير في انفجار سيارة ملغومة في عام 2005، في وقت شهد فيه لبنان سلسلة اغتيالات.
وفي منزل العائلة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تسيطر ميليشيا «حزب الله»، جلس أفراد العائلة في حالة صدمة. وبكى البعض في صمت.
وقال أحد أقارب سليم: «إن الأسرة علمت بوفاته من الأخبار، أثناء الإبلاغ في مركز للشرطة عن اختفائه».
وقالت شقيقته رشا للصحفيين، من دون ذكر «حزب الله» بالاسم «خسارة.. وهم أيضاً خسروا عدوّاً نبيلاً لهم، وبمقدار ما هي خسارة لنا هم خسروا إنساناً يعرف أن يساجلهم بذكاء وبأريحية، ويقول أنا لا أتبرأ منهم، وأعيش معهم وبينهم بكل احترام».
وأضافت: «القتل هو اللغة الوحيدة التي يتقنونها»، موضحة: «لا أعرف كيف سنواصل عملنا.. سيكون الأمر صعباً».
وفي مقابلة أخيرة مع تلفزيون الحدث السعودي، قال سليم إنه يعتقد أن «حزب الله» له دور في انفجار المرفأ، الذي هز بيروت في أغسطس، وأسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة الآلاف.
وقال الرئيس ميشال عون: «إنه أمر بإجراء تحقيق في الجريمة». وواجه انتقاد سليم لـ«حزب الله» توبيخاً من أنصار الميليشيا، الذين اتهموه بالعمالة للخارج.
وتصنف واشنطن «حزب الله» منظمة إرهابية، وشددت العقوبات على المسؤولين في الميليشيا وحلفائها في لبنان في السنوات الأخيرة، في إطار حملة للضغط على طهران.
وفي أواخر عام 2019، قال سليم: «إن أشخاصاً استهدفوا منزل عائلته ومكاتبها، مرددين الشتائم والتهديدات في حديقة المنزل». وحمّل بيانه الأمين العام لـ«حزب الله» المسؤولية.
وفي ذلك الوقت، قال سليم أيضاً: «إنه تلقى تهديدات بالقتل، بعد أن تحدث في مناظرة في مخيم بوسط بيروت أقيم بالتزامن مع الاحتجاجات، التي اجتاحت لبنان ضد كل القادة السياسيين في البلاد».
ويشير محللون إلى أن اغتيال سليم ربما يكون رسالة إلى معارضي الطبقة الحاكمة بأن من يكشف فساد «حزب الله» سيواجه الموت.
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن سامي نادر، مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية: إن مقتل سليم «ينذر بسوء شديد»، واصفاً إياه بأنه «رسالة للمعارضين في لبنان». وقال نادر: «سليم هو النموذج المثالي للناشط المؤيد للديمقراطية»، موضحاً أنه كان معروفاً بإطلاع المسؤولين الأجانب ووسائل الإعلام على التطورات في البلاد، وهو ما دفع أنصار «حزب الله» إلى تشويه سمعته بكل الطرق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©