تُقيم العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، فعاليات وأنشطة متنوعة ومتعددة اليوم، احتفاءً باليوم العالمي الأول للأخوة الإنسانية، والذي تقرر أن يَحل كل عام في الرابع من شهر فبراير، بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وانطلاقاً من المبادرة التي تقدمت بها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية. ويتوافق هذا اليوم مع تاريخ انعقاد اللقاء التاريخي بين شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، في الرابع من فبراير 2019 بأبوظبي، والذي أسفر عن التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك».
وجاء القرار الصادر عن المنظمة الدولية، نتيجة القلق العميق بين الدول الأعضاء في المجتمع الدولي، جراء تزايد الأعمال التي تحرّض على الكراهية ضد الأديان، وتقوّض روح التسامح، وبسبب الزيادة الملحوظة في العنف وخطاب الكراهية ضد الأجانب، والتعصب الديني، وباقي الأشكال الأخرى من التمييز السلبي.
ويأتي اليوم العالمي للأخوة الإنسانية هذا العام، في وقت يواجه فيه العالم وباءً عالمياً غير مسبوق، بسبب انتشار فيروس «كوفيد-19» في دول ومناطق العالم قاطبة، ولذا تضمّن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة إلى تنسيق وتفعيل استجابة عالمية للجائحة، قائمةً على الوحدة والتضامن والتعاون متعدد الأطراف.
ويحل اليوم العالمي الأول للأخوة الإنسانية، بعد بضعة أسابيع فقط من إحياء اليوم العالمي للجاهزية لأوبئة الأمراض المعدية، والذي أحيي للمرة الأولى في 27 ديسمبر الماضي، وتتمحور فكرته الأساسية حول التأكيد على أهمية العمل المشترك وعلى تضافر الجهود بين حكومات الدول في مختلف أصقاع الأرض، وبين المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة العالمية، لدعم الجهود الرامية لبناء نظم قوية للاستجابة للأوبئة المعدية، ضمن مقاربة متكاملة لتحقيق هدف توفير الرعاية الصحية للجميع. فمن أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا الحالية، أننا أصبحنا جميعاً نحيا في عالم لا تعترف فيه الأمراض والأوبئة بالحدود السياسية، ولا حتى الحدود الجغرافية، بحيث أصبح ظهور مرض في إحدى بقاع الأرض، خطراً يهدد جميع شعوب ودول العالم دون استثناء، خطراً لا يمكن مواجهته إلا من خلال التضامن والتضافر في إطار من الأخوة الإنسانية.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية