في واحدة من أبرز فترات ازدهار العمل الصحفي الإماراتي، برز عبيد سلطان طويرش الذي فقدته الساحة الإعلامية المحلية ورحل عن دنيانا الفانية، تاركاً الحزن في قلوب ذويه ومحبيه، وبصمات خالدة في مسيرة ناجحة ختمها كذلك بأداء إداري متميز في دوائر أم القيوين، الإمارة التي جاء منها وعشقها بجنون كما كل قطعة من ثرى أرض الإمارات، الذي يحتضنه اليوم بذات العشق والحب في رحلته الأخيرة.
محطات متنوعة للفقيد الراحل مع «الاتحاد» محرراً وصحفياً وإدارياً لامعاً، ولكن تظل لتلك الحقبة التي غطى فيها حرب ناقلات النفط في غمرة الحرب العراقية الإيرانية بصمة خاصة، أكدت قدرة الإعلامي الإماراتي على التميز والتفرد وتقديم محتوى ميداني عالمي المستوى.
كانت وكالات أخبار عالمية تتهافت على تقاريره والصور التي كانت تبثها «الاتحاد»، في حقبة ساطعة مثلت مرحلة استقطاب وتأهيل وإعداد دفعات من الصحفيين والإعلاميين الإماراتيين. ولتؤكد تلك الحقبة بأن إعلام الإمارات سيظل معطاءً يقدم قوافل تلو الأخرى من الكوادر الإعلامية الإماراتية المؤهلة التي أثرت وتثري مسيرته، ليصبح بهذا المستوى الرفيع من الأداء المهني والتطور التقني.
كانت محطات متألقة من الأداء المهني رغم الظروف الدقيقة التي كانت تمر بها المنطقة، وإلى جانب النجاح المهني في تلك التغطيات المتميزة، كانت للفقيد بصماته في تطوير مسيرة «الاتحاد» من خلال شراء مطبعة جديدة لها، وإضافة ملاحق متخصصة للصحيفة وإنشاء أول موقع إلكتروني لها، محطات حافلة تحققت تسجل للفقيد، وحظيت بدعم خلفان الرومي، رحمه الله، وزير الإعلام والثقافة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاتحاد للطباعة والنشر حينها، ومن قبله كان الدكتور عبدالله النويس وكيل الوزارة المدير العام رئيس التحرير، متعه الله بالصحة وطول العمر.
في كتابه «قضايا من أعماق الوطن» جمع عبيد سلطان بعضاً من هواجس سجلها مقالات في «الاتحاد» خلال 14 عاماً من مسيرة حافلة، لم يجف معها مداد القلم رغم المشاغل الإدارية التي أبعدته عن الميدان الحقيقي الذي  يعشقه ويهواه.
كنت على تواصل معه بعد مغادرته «الاتحاد»، وكان صوته يأتيني دائماً بذات القوة والبهجة ونشر الفرح، ولكن لم يخطر ببالي عندما جاءني صوته واهناً ضعيفاً، وهو في رحلة علاجه بألمانيا أنها ستكون المرة الأخيرة التي أسمعه فيها. رحم الله عبيد سلطان وأسكنه فسيح جناته، وخالص العزاء لمحمد وإخوته وكل محبيه.