تعتبر مبادرة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين غرساً في أرض العالم، فهي تشجع وتحفز وتعزز وتدعو العالم بمختلف دولهِ وشعوبهِ ومؤسساتهِ ومنظماتهِ وأحزابهِ وأفرادهِ نحو المشاركة والتفاعل والتعاون والتكاتف لخلق بستان وجنة يستظل تحتها الإنسان أينما كان ووجد بمختلف أطوارهِ، في بيئة تسامح وسلام وتعاون وإخاء، فها هي الأمم المتحدة تُبارك هذا الغرس وتعتمدهٌ، وتحتفل به يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية في الرابع من كل فبراير.
ماهية الأمم والشعوب تختزلها هويات اجتماعية متعددة عبر العرق والأثنية، والجنس، والجيل، والدين، واللغة والأيديولوجية، والمنطقة الجغرافية، والأمة. ويترتب عن هذا التصنيف اكتساب الشعوب هويات تعكسها في حراكها وسلوكها وتجمعاتها وأحزابها وأمتها ودولها. ففي غمرة تطورات العالم المادية والتكنولوجية، هناك صراخات الكثير من البشر بسبب الصراعات العرقية والإثنية والعنف وغياب العدالة، والتهميش الاجتماعي، وفقدان الأمن، وافتقار الحاجات الأساسية للحياة من غذاء وماء ومسكن. فكل تلك الآلام والحزن واليأس والظلم والحرمان وطلب العون والمساعدة تعبر عنها أنفاس الآهات والأنين في صوت كلمة «أخ». فالأخوة الإنسانية هي وحدها الحل للسلام والتسامح والعدالة والحياة، فهي يد العون والتعاون في مكافحة الفقر، والتصدي للكوارث البيئية، واستقبال اللاجئين في الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، إلى جانب مساعدة الدول الفقيرة في التنمية. وتأتي الأخوة الإنسانية ساعية عبر إصرارها بقوة على منع وتحريم انتهاكات حقوق الإنسان وطورهِ الأول «الطفل» وحرمانه من حقوقه في التعليم والعمل والحياة الكريمة والعبادة، والتي دائماً يكون اختلاف الهوية الاجتماعية العرقية والدينية والسياسية والأيديولوجية سبباً رئيسياً في حدوث ذلك في فترات السلم أو أوضاع الحروب والنزاعات والأنظمة السياسية الفاشلة. 
وتكشف مبادرة «الأخوة الإنسانية» زيف أقنعة التطرف في الكثير من الجماعات المنظمة والأفراد، الذين يعتقدون بأنهم هم العالم والآخر عدو، فأصواتهم وأفعالهم المخربة والمدمرة تقول، نحن المؤمنون وأنتم الكافرون، ونحن الحضارة وأنتم التخلف. حقيقةً، إيمانهم كفر، وادعائهم بالحضارة زيف، فأي دين هذا الذي لا يخدم ويساوي بين البشر، وأي حضارة تقوم على عرق معين، بل هي نتاج أمم وشعوب مختلفة ومتعددة ومتعاقبة ومتواصلة. 
فحينما تحل وتسود الأخوة الإنسانية يتحقق السلام والأمن والعدالة والحرية والتسامح. ففي اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، من كل عام، تخرج الدعوة والنداء والتجديد في العمل والتعاون نحو التمسك بقيم السلام والحياة، وتعزيز التواصل بين البشر، وفتح مجالات أوسع للحوارات وطرح الحلول في شؤون ومعضلات وتحديات الإنسان، واحترام حرية الاعتقاد للإنسان، وتحقيق العدالة في سياسات وتشريعات الدول الداخلية والخارجية، وحماية الإنسان وحقوقه في أطواره المختلفة على مختلف أوضاعهِ، وتحقيق العدالة بين البشر بمختلف هوياتهم، وتعزيز مكانة المرأة في الحياة والعمل، ومكافحة الأمراض والأوبئة وانتشار الأمية والجهل. 
يا أخوتي في الإنسانية، مبادرة الأخوة الإنسانية تدعو العالم بدولهِ وأنظمتهِ ومؤسساتهِ وأحزابهِ وشركاتهِ وتجمعاتهِ وإلى مستوى الأفراد، أن يكونوا عظماء في احترام وصون اختلاف هويات الشعوب والأفراد وتحقيق العدالة، وجداراً مانعاً ضد الصراعات والعنف الطائفي، ومنارةً للتعاون والتكاتف في خدمة الإنسان أينما وكيف كان ووجد.