الفترة المقبلة إعلامياً ستشهد صخباً أكبر من أي فترة أخرى، والأزمات المشتعلة والمحيطة في منطقتنا المتوترة لم تنطفئ نيران فتنتها، وحتى نكون واقعيين أكثر فإن الكثرة هي لدعاة الخراب والفتن، لأنهم لا يملكون إلا المنابر الإعلامية والرقمية وسيلة لممارسة نشاطهم.
اليوم وغداً ندفع في الإمارات ضريبة تبني الخيار الصحيح والتوجه الأنسب في مواجهة الفتن وشعارات الكراهية الصادرة عن جماعات «الإخوان» الإرهابية المنتشرة في مختلف الدول العربية والغربية، تلك الجماعات تنظر إلى الإمارات كمهدد استراتيجي على استمرارية نشاطها، وحينما تبنت الإمارات هذا التوجه، وأعدت خريطة الطريق كان هناك إدراك تام بأن تلك الجماعات ستصب تركيزها على الإمارات.
هذه الضريبة من ناحيتها الإيجابية أن التنظيمات المتطرفة انشغلت بالإمارات أكثر من انشغالها بنشر أفكارها، ولو كان المواطن العربي يعي هذا الأمر لاستشعر قيمة الإمارات بأن تكون اليوم درعاً يحميه من الأفكار المسمومة. 
هذا التنظيم المتطرف يعمل يومياً على صناعة أزمات إعلامية ضد الإمارات ورموزها، من خلال التعاقد مع شركات علاقات في أوروبا وأميركا ومناطق أخرى، ورغم تعدد الأغراض الشاملة للحملات الإعلامية ضد الدولة، إلا أن هناك ثباتاً تاماً من الدولة تجاه كل الحملات.
وفي المقابل على الصعيد الإعلامي، نحن طيبون في التعامل مع الحملات الإعلامية التي تستهدف الدولة، لربما نترفع أحياناً عن بعضها، ولكن في ذات الوقت ينبغي أن تكون هناك شراسة في المواجهة، وتلك الشراسة أصبحت اليوم على مستوى الإعلام الرقمي ضرورة ملحة تستخدمها دول كثيرة، ورأينا شواهد عديدة عليها. 
كلما ارتقت الدولة وتقدمت، زادت الحملات الإعلامية، وكلما تقلصت فرص منافسة الآخرين لنا ازدادوا فجوراً في الخصومة، هذا واقع ينبغي استيعابه، والتحضير لهذا الأمر إعلامياً ضرورة، فمن وجهة نظر شخصية الأيام المقبلة، سنشهد فترات مليئة بالعواصف الإعلامية.