عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
لم تعرف كرة القدم الأميركية لاعباً سريعاً مثلما عرفت ريد جرانج، الذي توفي يوم 28 يناير عام 1991، ومنح اللعبة المحلية التي تشبه الرجبي شعبية هائلة، خلال عشرينيات القرن الماضي، وكعادة الأساطير، نشأ جرانج فقيراً يتيماً، بعدما توفيت والدته، وهو في عمر الخامسة، وبقي مع والده وأشقائه يتنقلون بين منازل أقاربهم، حتى استقروا في مقاطعة ويتون، وبات والدهم رئيساً للشرطة هناك.
جرانج كان رياضياً بارعاً من نعومة أظفاره، حيث حصد الكثير من الجوائز خلال فترة دراسته بمدرسة ويتون الثانوية، بفضل تفوقه في كرة القدم والبيسبول وكرة السلة والعدو، ولكي يساعد أسرته مادياً، عمل بوظيفة مؤقتة يقوم فيها بحمل الجليد، مقابل 37 دولاراً أسبوعياً، وهو ما زاد من قوته الجسدية، وكان سبباً في إطلاق اسم «رجل الثلج» عليه لاحقاً.
ويُذكر أن فريق مدرسة ويتون لم يعرف الهزيمة على الإطلاق، خلال الموسم قبل الأخير لجرانج، والغريب أنه كاد يغير مساره وقت التحاقه بجامعة إلينوي، للعب كرة السلة والعدو، إلا أنه عاد لممارسة كرة القدم، وذاعت شهرته، بعدما حافظ على سجله فريق جامعته خالياً من الهزائم في عامه الثاني، ليفوز بلقب البطولة الوطنية عام 1923.
موهبته أبهرت الجميع بين عامي 1924 و1925، لدرجة أن أحد أشهر الصحفيين آنذاك قام بتأليف قطعة نثرية في وصف أداء جرانج الخارق، وبعدها التحق بفريق شيكاغو بيرز ثم نيويورك يانكيز، ليتوهج في دوري كرة القدم الأميركية، الذي فاز بلقبه مرتين، بجانب اختياره ضمن فريق العام، قبل انضمامه لقائمة أفضل 100 لاعب في تاريخ «البيرز»، واعتاد جرانج تسجيل الأهداف بفضل سرعة عدوه ورشاقته ومراوغاته البارعة، التي فشل معها منافسوه في إيقافه أو اللحاق به، ليطلق عليه لقب «الشبح الراكض».
