- «مولاتنا» التجارية رغم حداثتها ورقيها، ولمعة الرخام فيها، ومتانة وجمال الأكياس الكرتونية التي يتأبطها المشترون، إلا أنها في الآونة الأخيرة أصبحت مثل «سوق الحميدية» الشعبي، «يَهبّونك بِضِبْعكّ» أو يجرونك من يدك من ممشاك، يريدونك أن تدخل فقط لتتفرج كما يقولون، وتشتري كما يحبون، هنا في «المولات» التي أصبحت شعبية، الفرق فقط أنهم حين ينادونك، «يتفدونك»: «تفضل يا الغالي»! وحدها «سهيلة» وأخواتها حين تسمع تلك العبارة، تلقى ردها على لسانها: «وآيه.. غَلّتك شوجه».
- العطّار هو الوحيد الذي يجب ألا يدلل على بضاعته؛ لأن روائح عطوره تخرج من حانوته إلى الطرقات دون استئذان منه، فإذا لم تجذبك روائح طيبه من بعيد، فلا خير فيما يخلط ويقطر، وإذا لم يشدَّك شذا عطوره، فدكانه ودكان الحداد سواء، أقول هذا كلما رأيت بائعي العطور، وهم يستقبلونك مبدين ابتساماتهم المعقمة، ومقدمين عطورهم المجانية، ومصرّين على أن تتضمخ بها، ولو سمعت مشورتهم، وهم كثر موزعون على الممرات، وأمام دكاكينهم، وقبلت ضيافتهم، وهم كرماء في البخ، فثق أنك ستخرج من «المول» مثل أم العروس، وإلا «أم دويس»!
- لديّ اقتراح لهيئة البيئة أو البلديات أو الجهات المختصة للمحافظة على النظافة الدائمة في الحدائق والأماكن العامة والمنتزهات والتي يقصدها الجميع في العطلات، وبعد أن يستمتعوا بجوها وخضرتها ونظافتها يتركونها، مثل «كَدّافَة» شركة مقاولات، شرد صاحبها بعد ما لطم نصف المقاولة، وخلى الفيلا بعظامها وأسياخها، مثل هؤلاء المستهترين بالبيئة ونظافة الأماكن العامة، لا تفيد فيهم توعية ولا إرشاد ولا توجيه ولا فرض مخالفات مالية، هو ميسم واحد حار، وتسوي لمرتكب المخالفة البيئية وسماً على يده مثل «الداغ»، علشان يتذكر وهو يرمي بيده اليمنى بقاياه -فضل عنه- ولا يلتقط مخلفاته بيده اليسرى حينما يهم بالعودة بعد انتهاء نزهته ليكون المكان نظيفاً لغيره، هؤلاء ما لهم إلا رَزّة ميسم.. سمعوا كلامي، وبتشوفون!
- قبل «كورونا» كانت المؤتمرات والمنتديات والفعاليات توزع علينا «فلاش ميموري» صغير مثل عقلة الإصبع، كان «توه ظاهر» وظلينا نجمّع من هـ«الفلاشات» الملونة تقول «شكليت ماكنتوش» من كل المؤتمرات، الآن منذ سنة بدأوا يوزعون بدلاً منها كمامات بألوان، ومكتوب عليها اسم الفعالية أو المؤتمر أو المنظم، رجال الدعاية والإعلان ما يخلون مناسبة أو سانحة إلا ويستغلونها، وتعال أنت ما أحلاك بذاك الوجه الصبوح، وأنت حاط كمامة ملونة، ومكتوب على غزّك «بيتزا هات» مثلاً!