الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون يدفعون ثمناً باهظاً للتدخلات التركية والإيرانية

عنصر من ميليشيا «الحشد الشعبي» الموالية لإيران يقف على مدرج في مطار الموصل (أ ف ب)
26 يناير 2021 00:19

دينا محمود (لندن)

أكدت مصادر إعلامية غربية أن عودة أجواء عدم الاستقرار الأمني بقوة إلى العراق في الآونة الأخيرة، يعود بالدرجة الأولى إلى تصاعد التدخلات الخارجية في شؤونه بذرائع مختلفة وواهية، من جانب دول مجاورة مثل تركيا وإيران.
وبعد أيام قليلة من التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف سوقاً شعبية في وسط العاصمة العراقية بغداد، وأوقع عشرات القتلى وأكثر من مئة جريح، شددت المصادر على أن التدخلات التركية الإيرانية وغيرها، طالما تسببت منذ أمد بعيد في «خلق صدامات وتحديات واجهها العراق ومواطنوه، وأدت إلى أن يفتقر هذا البلد للقدرة، على أن ينعم بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي».
وفي تقرير تحليلي نشره موقع «مودرن دبلوماسي» الأوروبي المتخصص في تناول الملفات السياسية الأبرز على الساحتين الإقليمية والدولية، أشارت المصادر الغربية إلى أن نظام رجب طيب أردوغان يبرر تدخلاته السافرة في الشؤون العراقية، بحجة حماية التركمان، الذين يتركزون في المناطق الشمالية والوسطى من العراق، ويُصنّفون على أنهم ثالث أكبر عرقية في أراضيه، إذ تُقدّر بعض المصادر عددهم، بما يتراوح بين مليونين ومليونين ونصف المليون نسمة.
كما يتذرع النظام الحاكم في أنقرة في هذا الشأن برغبته في تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، واستهداف من يعتبرهم مسلحين أكرادا متحالفين مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، المنتشرين في المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا، وتتهمهم السلطات هناك، بأنهم يضمرون نوايا انفصالية. لكن محاولات التدخل المستمرة من جانب النظام الحاكم في أنقرة في شؤون جارته الجنوبية، تؤكد أنه لا يزال يعتبرها «مستعمرة سابقة للدولة العثمانية»، التي تفككت قبل نحو مئة عام، وحلت محلها جمهورية علمانية أسسها مصطفى كمال أتاتورك، قبل أن يحولها أردوغان، إلى دولة ذات توجهات دينية وقومية متشددة، منذ مطلع القرن الحالي.
فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كثّف الجيش التركي عملياته البرية والجوية في مناطق جبلية في الشمال العراقي، بذريعة ضرب معاقل مسلحي حزب «العمال»، دون اكتراث بما ينجم عن ذلك، من انتهاك لسيادة العراق كدولة مستقلة.
وتتوازى هذه التدخلات التركية المشبوهة، مع دور تخريبي مماثل، يقوم به النظام الحاكم في طهران، عبر وكلائه من الميليشيات المسلحة التي تسعى لأن تشكل «دولة داخل الدولة» في العراق، إلى حد مواصلتها شن هجمات على المصالح الأميركية، العسكرية والدبلوماسية، رغم ما ينذر به ذلك من الزج بالبلاد، في أتون الحرب الباردة المحتدمة، بين الولايات المتحدة وإيران.
وأشار «مودرن دبلوماسي» في هذا السياق إلى جماعات مسلحة من قبيل «عصائب أهل الحق»، التي وصفها بأنها «مجموعة مدعومة ومدربة من الخارج الإيراني، لم تتورع في السابق عن إطلاق تهديدات علنية ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بهدف إجبارها على إطلاق سراح عناصر تابعين لها، تورطوا أواخر العام قبل الماضي في شن هجوم ضد السفارة الأميركية في بغداد».

تحذيرات من هجمات جديدة لـ «داعش» في بغداد
حذر رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد رضا الحيدر، أمس، من هجمات لتنظيم «داعش» الإرهابي على المدنيين في مناطق متفرقة من بغداد، انطلاقاً من مناطق حزام بغداد. وقال الحيدر لتلفزيون «العراقية» الحكومي: إن اللذين فجرا نفسيهما في ساحة الطيران أخيراً، عراقيان من مدينة الموصل، محذراً من هجمات أخرى تطال مناطق متفرقة في بغداد مثل عرب جبور، والطارمية، وحزام بغداد، لوجود نشاط للجماعات الإرهابية. وأضاف «لا نزال ننتظر إصدار الأوامر الرسمية بإجراء تغيير في القيادات الأمنية من قبل القائد العام للقوات المسلحة»، مؤكداً أنهم سيعملون على استجواب كبار المسؤولين بوزارتي الدفاع والداخلية، وأن الأجهزة الأمنية تتحمل مسؤولية انفجار ساحة الطيران ببغداد.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©