الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاريع رقمية بلا عائد!

مشاريع رقمية بلا عائد!
25 يناير 2021 00:05

بعض مشاريع التحول الرقمي تنتهي إلى الإخفاق رغم استنادها إلى أفضل التقنيات وأجودها وأغلاها ثمناً. السبب ببساطة هو أن التكنولوجيا، التي تعد من أهم عوامل النجاح والتطور، ربما تصبح نفسها أحد معوقات ذلك التطور. هذه القاعدة تتجلى أكثر في مشاريع التحول الرقمي، ذلك أن التحول الرقمي ليس مشروعاً تقنياً بالدرجة الأولى، وأولئك الذين يبدؤون مشاريعهم الرقمية بالتفكير في الخيارات التكنولوجية إنما يضعون العربة أمام الحصان. 
الأرقام خير شاهد على هذه الحقيقة. 
فبحسب تقديرات مجلس فوربس للأعمال، بلغت الاستثمارات في مجال التحول الرقمي العام الماضي أكثر من 1.3 تريليون دولار. وقدّر خبراء المجلس أن أكثر من 900 مليار دولار من تلك الاستثمارات ربما ذهبت هباء منثوراً من دون عائد يُذكر. أحياناً ينشغل المديرون والمسؤولون في الشركات والمؤسسات الحكومية على السواء بالتكنولوجيا أكثر من انشغالهم بأهداف المؤسسة ورؤيتها. مثل هؤلاء يشغلهم سؤال الـ«كيف» أكثر بكثير من سؤال الـ«ماذا». بعبارة أخرى، يفكرون في اختيار أفضل الطرق أو أفضل الوسائل للوصول إلى وجهة تركوا تحديدها إلى أجل لاحق. 
ستيفن زوبيل، عضو المجلس المذكور آنفاً ورئيس تنفيذي للتكنولوجيا في مؤسسة كبرى، يرى أن هنالك سببين متلازمين لإخفاق العديد من المؤسسات في مشاريعها الرقمية، أولهما هو أن المسؤولين عادة ما يراهنون بشكل مفرط على التكنولوجيا باعتبارها المنقذ والمعين على تحقيق المعجزات. «علينا أن نجد أفضل برنامج وأفضل نظام لإدارة المحتوى وأفضل عتاد، وبعد ذلك يهون كل شيء»! 
أما السبب الثاني فهو اللجوء المتسرع للخارج، متمثلاً في الشركات الاستشارية، لحل مشكلات داخلية أو لتحقيق أهداف المؤسسة. في واقع الحال ربما يكون المستشارون والشركات عوناً في حل المشكلات وتطوير الأعمال، لكن البداية الصحيحة هي في النظر إلى ما لدى المؤسسة من إمكانيات وكفاءات وموارد.
إن الفريق الناجح، الذي أمضى ردحاً من الزمن في عمليات التطوير والإدارة ومعالجة المشكلات تحت مظلة المؤسسة وفي تطوير رؤيتها ووضع أهدافها الاستراتيجية غالباً ما يكون أكثر قدرة من المستشارين الخارجيين على تشخيص الواقع وثغراته واقتراح الحلول الملائمة. فريق المؤسسة يضم طاقات وإبداعات تحتاج فقط إلى من يفجّرها. وهذا أحد أسرار القيادة الناجحة. وأنا على يقين تام بأن كل مدير أو مسؤول لديه من التجارب ما يؤكد هذه الفرضية.
أما المستشارون الخارجيون وأصحاب الحلول التكنولوجية، فأهميتهم محفوظة، على أن يأتوا في وقتهم الصحيح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©