الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رعب في بغداد من عودة التفجيرات

سوق الملابس المستعملة المستهدف بالتفجير الانتحاري المزدوج في بغداد (رويترز)
22 يناير 2021 00:12

بغداد (أ ف ب) 

تنقلّ أفراد عائلات الضحايا مفجوعين في أروقة أحد مستشفيات بغداد من سرير إلى آخر في محاولة للتعرف على أحبائهم الذين أصيبوا في الاعتداء الذي حصد أكبر عدد من القتلى منذ ثلاث سنوات. وتجمعت العائلات في مستشفى الشيخ زايد، على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من ساحة الطيران حيث فجر انتحاريان نفسيهما في الصباح، وقد نقلت ست جثث و13 جريحاً يصارعون الموت، إلى المكان. 
ووقع الاعتداء في موقع لتجمع عمال مياومين وسوق للملابس المستعملة في ساحة مزدحمة وسط العاصمة. وأغلب الضحايا الذين سقطوا هم من الباعة الذين يحاولون كسب لقمة العيش في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، على خلفية انخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في قيمة العملة. 
وقال عباس سامي (25 عاماً) الذي كان يبحث عن شقيقه «أخي متزوج وله طفلان وخرج هذا الصباح ليحضر شيئًا لإطعامهما. ماذا سيحدث لأبنائه الآن؟». وتسلم المستشفى ضحايا لم يتم التعرف عليهم بعد بسبب شدة إصابتهم. وقال مازن السعدي الذي نجا بأعجوبة من الانفجار، وقال إنه كان مع صديقه الذي «ابتعد بضعة أمتار عني. كنا سوية لحظة التفجير. بعد لحظات اختفى، ولم أره». وبعد وقت، عثر على جثته في المستشفى.
ومع تحديد الحكومة موعداً لانتخابات مبكرة، يخشى هذا الرجل «عودة التفجيرات». وتحول الخلافات السياسية دون البت في اقتراح تأجيل أو إلغاء الانتخابات المبكرة. وقال السعدي «عادت الصراعات السياسية» التي غرقت فيها البلاد من 2006 إلى 2010. يعود بنا الزمن إلى الوراء».
وقال أبو زينب الذي توفي شقيقه في المستشفى «كيف تسلل الدواعش إلى قلب بغداد؟ ألم تعلن الحكومة النصر على داعش؟».
ولم تتبن أي جهة بعد الاعتداء، لكن أسلوبه بذكر باعتداءات التنظيم الإرهابي. واعترف مسؤول استخباراتي رفض الكشف عن اسمه، بحدوث خرق. وقال «كنا في حالة تأهب لاحتفالات نهاية العام وتوقعنا وقوع هجمات، وفي النهاية لم يحدث شيء. خذلنا حذرنا».
وكغيره من الكثير من العراقيين، حمّل أبو زينب المسؤولية للفساد الذي ينخر في كل المؤسسات بما فيها تلك التي يفترض أن تضمن أمن الجميع. وقال: «ما دام الفساد ينخر المؤسسات الأمنية، لن يعود الأمن وأصبح العراقي حطب نار الصراعات بين السياسيين». وقال البعض إنهم جالوا على العديد من المستشفيات الأخرى دون أن يجدوا أحباءهم. وقال عباس سامي: «لم نرتح طويلاً، وعادت التفجيرات الآن مع تردي الوضع الاقتصادي»، وأضاف بحسرة: «بات من المستحيل العيش في هذا البلد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©