تبدع الأنامل ما تبديه القلوب من صفاء، وهذه القصيدة على ربوع الإمارات ترعرعت على أيدي من أحبوا الوطن وعشقوا الجمال، وتفانوا من أجل انبثاق اللؤلؤة من باطن الأرض لتصبح في العالم قلادة فريدة يتباهى بها كل محب، وكل من ارتبط بالتراب كما هي جذور الأشجار.
اليوم تمنح حديقة الباهية ضمن أفضل عشر حدائق في العالم، واليوم ينصع هذا الاسم كما هي النجوم الطالعة من بين أحشاء الغيمة، اليوم ونحن نطالع هذا الخبر نشعر بأن السماء لا تمطر ذهباً، وإنما هي تزخ الوجود بفرح الإبداع الذي يقدمه أبناء هذا الوطن هدية سائغة لكل من يعيش على هذه الأرض لتصبح الإمارات، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، حديقة غناء يعزف الطير على ألحان أشجارها، وترفرف روح الإنسان، طرباً للنغمة الشجية، والعزف الحنون ورقصة الأوراق تحية للوجود. 
لا يستعصي على المرء في أن يتقصى سبل المعرفة وأسباب هذا التجلي الإماراتي وهذه الوثبة الفائزة بالتميز، والاستثنائية، في علاقة الإنسان الإماراتي بحب الجمال؛ لأن الربوة الذهبية ألهمته هذا الحب، وأن لمحة العين لخيل الرضى، سكبت في أعطافه شغف الانتماء إلى كل ما هو جميل، وفوق كل ذلك فإن العلاقة ما بين سناء العيون الصافية، وعشب التراب المجلل برفاهية الأحلام، هو السر الدفين في قلب الحقيقة، وفي صميم هذا العشق الأبدي، الأمر الذي أناط بالإنسان الإماراتي لأن يكون الحليف، الأليف، والغصن المنيف الذي يحمي الأرض من اللظى، والذي يوفر الموئل لطائر الصحراء البهية.
أنها العلاقة الأزلية، والاندماج الوجودي الذي سنح لأن يظل الحب هو المظلة، وهو السقف،وهو أركان الخيمة الدفيئة، هو ذلك الطرف الخفي الذي يمنح للمكان جماله، ويبدع في تشكيل وجدانه، ويجعله بين العالمين زهرة برية تزهو بعطرها، وتتفتق أكمامها عن شذى يغرق الكون، ويسبغه بعبق الخلود.
اليوم الباهية وغداً مشروع، ومنجز جديد سوف يوقظ العالم على إبداع يستحق التكريم ويحق له أن يكون في الصدارة، هكذا علمتنا الإمارات، وهكذا دأب أبناؤها على التفوق، والظفر بكل ما يجعل بلادنا في قائمة المبدعين الأوائل في المشهد العالمي. إماراتنا في شتائها استراحة لكل المحاربين في مجالات الحياة  المختلفة، وصيفها، سيكون مهد الطاقة الإيجابية لكل عشاق زرقة الماء، أو ذهبية الصحراء. فتضاريس بلادنا، مائدة تزخر بالذائقة، ورونق العطاء.