تحظى عروس الخليج العربي، بمنابع سياحية بهية ومبهجة، وزاهية، ما يجعلها خلابة ترفل بثوب السندس، وشاح الإستبرق، وهي في الطبيعة أنشودة على لسان الطير، وأيقونة على صدر الأرض، وأسطورة في ذاكرة العشاق، وملحمة تاريخية في مشاعر الباحثين عن الجمال، هي في الصحراء قيثارة، وفي البحر موال، وعند قمم الجبال الشم صخرة «سيزيف»، وهي في السفوح طفلة تتهجى شكل براءتها، وتنتمي إلى العفوية دماً ولحماً، ووشماً ووسماً، عند السواحل زورق يخطب ود الموجة، وينهمر شغفاً بزرقة الماء، هي في الوجدان الإنساني قصيدة معلقة ما بين الشريان والوريد، هي في الجبلة وعد وعهد وسد وود، ومد ووجد، وجد ووجود، هي في البدء نسق من أوراق الغافة، ووطر من نبل النخلة، هي الإمارات التي تتمتع اليوم بمائة وواحدة وستين وجهة بيئية، وتستقطب محبي الطبيعة وعشاق الحياة البرية، وتسع وأربعين محمية طبيعية تحوي أنواعاً نادرة من الطيور والحيوانات، أما العاصمة فهي المحور، والجوهر، هي كل الحروف واللغات، والجمل والعبارات وكل الأسطر، فيها ست عشرة مزرعة سياحية تشكل الطوق الأخضر الذي يعانق النحر، والصدر، ويجعل من هذه الفاتنة، هيفاء، نجلاء، تسير في الوجود متعافية بزينة الله على ترابه المبجل، وهذه هي الإمارات التي يتغنى بها العالم، ويرفع النشيد عالياً صداحاً يجري في الدماء كما هي المياه العذبة في الجداول، كما هي الأنهار في ضمير الطير، كما هي النسائم في ذاكرة الأشجار، كما هو العطر في تلافيف الفراشات، كما هي الألوان الزاهية في وجدان الزهرة.
هذه هي الإمارات تعلو أفقاً وتستمر في التحليق كأنها النوارس في ساعة البهجة، كما أنها الجياد في لحظات الفرح.
عندما تسير في شارع من شوارع الإمارات تشعر وكأنك تمشي على سجادة أذرية، وعندما تقف عند ناصية، تتسرب إلى داخلك ذرات من حلم، كأنها قطرات الندى، عندما تذهب لمحل تجاري عملاق تحس وكأنك تدخل في أحشاء حديقة غناء، فتخلبك المناظر الخلابة، والمشاهد الجذابة، تكون وكأنك في عيني غزالة شاسعة، تكون وكأنك في ثغر أمنيات مزدهرة، تكون وأنت في كون أشبه بالمعجزة، كون يتشكل من جديد، رافلاً بسيرة أفكار لا تتوقف عند حدود، ولا تتحدد بسدود.
الإمارات الصورة المعلقة على خيط في وجدان العالم، لونه ببياض اللجين، ورائحته، بعطر الياسمين.