الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«اللاعب المقيم» من خارج الدولة!

إيجور جيسوس لاعب شباب الأهلي (الاتحاد)
17 يناير 2021 15:19

محمد سيد أحمد (أبوظبي)
دخلت تجربة اللاعب المقيم في المسابقات المحلية ودوري الخليج العربي 2020- 2021 موسمها الثالث على التوالي ضمن الفئات التي تشمل «أبناء المواطنات وحملة الجوازات، المواليد، بجانب المقيمين»، حيث تنص اللوائح على أن تضمن قوائم الأندية 6 لاعبين كحد أقصى من فئتي مواليد الدولة والمقيمين بواقع 3 لاعبين لكل فئة.
ومنح التعديل على اللوائح قبل انطلاقة موسم 2019- 2020 الأندية الحق في التعاقد مع لاعبين مقيمين في فئة الشباب، شريطة أن يكونوا مواليد العام 2000 وما فوق، الأمر الذي أسهم في زيادة عدد معدلات قيد اللاعبين المقيمين، وليصبح التعاقد فعلياً مع لاعب مقيم خارج الدولة «صورة معكوسة» للهدف السامي، الذي من أجله تم السماح لمشاركة هذه الفئة بالمشاركة في المسابقات، والرامية لتفعيل دور المقيمين في المجتمع، وتعزيز مشاركتهم في مختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية التي تُقام في الدولة، خاصةً أن الرياضة جزء لا يتجزأ من حضارة وتقدم الشعوب والمجتمعات.
وتبرز هذه القضية بصورة أكبر في كرة القدم وبشكل خاص في دوري المحترفين الذي يتواجد فيه 83 لاعباً من المقيمين، من بينهم عدد قليل جداً لا يتجاوز 5% من المقيمين الحقيقيين، بينما تم جلب البقية من 21 دولة، توزعت ما بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية التي تحتل الصدارة في تصدير المواهب الشابة، بـ34 لاعباً، منهم 32 لاعباً من البرازيل التي تحتل القمة في التصدير ولاعبان من الأرجنتين.
وصحيح أن هذا العدد أسهم بشكل كبير في تقليل المصروفات المالية على الأندية، حيث تساوي تكلفة لاعب أجنبي محترف واحد ما يصرف على أكثر من 10 مقيمين، كما أن بعضهم أصحاب قدرات فنية عالية، سمح لهم بالتواجد في تشكيلة معظم أندية دوري الخليج العربي، لكن في المقابل فإن هذا القرار انسحب سلباً على الفئة المستهدفة حقيقة، بحيث أصبحت خارج اهتمام الأندية، خاصة أنها لجأت لاستجلاب مواهب مقيمة، حتى في المراحل السنية، وأيضاً انسحب الأمر على اللاعبين المواطنين، وليس ببعيد اجتماع الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الكرة مع لاعبي المنتخب الوطني الذين طالبوا بتخفيض عدد الأجانب، في إشارة واضحة لتأثر اللاعب المواطن بهذا العدد، بحيث أصبح عدد من يشارك منهم في المباريات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في عدد من الأندية.
ويرى سالم خليفة الدولي وعضو مجلس إدارة شركة الوحدة لكرة القدم السابق، أن تجربة المقيم التي تدخل موسمها الثالث «سلاح ذو حدين»، ويجب تقييمها بشكل عميق لاستخلاص المكاسب، ومعالجة التشوهات التي صاحبتها حتى الآن، وقال: الهدف الأول لأنديتنا يجب أن يكون اللاعب المواطن من حيث التكوين والتأسيس والفرصة، ووجود هذا العدد من اللاعبين الأجانب بشكل عام «محترفين أو مقيمين» يوثر على فرصة لاعبينا في المشاركة، وهذا بدوره ينعكس على المنتخبات الوطنية، التي يصل إليها خلاصة عمل المنظومة الكروية في الأندية، وما يحدث الآن مؤثر على المنتخبات، خاصة على المدى البعيد ما لم تتم بعض المعالجات بتغذيتها بالمقيمين الموهوبين الذين تنطبق عليهم الشروط.
وأضاف: أيضاً هناك سلبية أخرى، وأن الأمر تحول من الاهتمام بالفئات التي من أجلها، تم السماح بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية، وأصبح التحول إلى اللاعب الجاهز المستجلب من خارج الدولة، وهذه قضية تتطلب وضع معايير محددة تحجم هذه الظاهرة، وتضعها في الإطار الصحيح، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن المكسب الحقيقي الذي تحققه الأندية حالياً محصور في تقليل التكلفة المالية من جهة، بتعزيز صفوفها بلاعبين تستفيد منهم فقط في المسابقات المحلية فقط.
من جهته، قال عبدالله حسن الخبير الفني في التدريب بالاتحاد الدولي، إن قضية المقيم تحتاج لضوابط أكثر بعد تقييم التجربة الحالية، والأفضل أن يكون عمر اللاعب أصغر، إذا كان التوجه الاستفادة منه في المنتخب مستقبلاً، بحيث يتدرج في المراحل والمنتخبات السنية، لأن التفكير مفترض أن يكون بعيد المدى، ووفقاً لخطة استراتيجية تثمر في هذا الجانب، لذلك آلية التنفيذ كانت تحتاج إلى بعض الضوابط من الهيئة والاتحادات الرياضية.
وأضاف: الأندية استفادت بالقانون من جذب لاعبين في فئة المقيم من خارج الدولة، وحققت مكاسب فنية ومالية من ذلك، وإحداث توازن مطلوب، والتوجه نفسه لا خلاف عليه، خاصة إذا راعى أهدافه الحقيقية تواجد هذه الفئة بالمسابقات الرسمية، لكن يجب أن تكون الضوابط أكثر في الفترة المقبلة.
وأشار أحمد سعيد مشرف فريق الجزيرة السابق، إلى أن اللاعب المقيم خفف من الأعباء المالية على الأندية، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة اللاعب المواطن، كما أن الفرصة أصبحت فقط لـ «المقيم» على حساب نظيره من أنباء النادي، في عدد من الأندية، ويعود ذلك للإمكانيات البدنية والفنية للاعبين المستجلبين من الخارج.
وقال: الأمر المهم أن «المقيم» ليس موجوداً فقط في الفريق الأول، بل في المراحل السنية، وصحيح أن عدد المواطنين أصبح قليلاً في المباريات، وهنا القيمة الفنية تفرض من يشارك في المباريات.
وأضاف: منتخباتنا الوطنية لا تحقق شيئاً في كرة القدم، وأعتقد أن تأثير اللاعب المقيم إيجابي، بعد الإخفاقات التي مررنا بها، بحيث نستفيد من المواهب المميزة من المقيمين في المنتخب، وهو حل لإنقاذ كرة الإمارات، وهذا حل تطبقه معظم دول العالم وبشكل خاص المتطورة كروياً، وفي الوقت نفسه يجب أن لا ننسى دور اللاعب المواطن الذي يمكنه أن يطور نفسه، وينافس المقيم والأجنبي، وهذا يتطلب من لاعبينا تغيير العقلية القديمة، واللاعب الموهوب إذا اجتهد يستطيع أن ينافس الأجانب. 

 

المقيمون بحسب الجنسية

البرازيل: 32
مصر: 11
المغرب: 5
نيجيريا: 5
اليمن: 4
فلسطين: 3
كوت ديفوار: 3
الجزائر: 2
السودان: 2
تنزانيا: 2
غانا: 2
الأرجنتين: 2
البرتغال: 2
عُمان: 1
الأردن: 1
العراق: 1
تونس: 1
مالي: 1
فرنسا: 1
إيطاليا: 1
صربيا: 1

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©